دولة فلسطين
محافظة القدس
ارتفاع وتيرة الجرائم الإسرائيلية في محافظة القدس في الشهر الأول من العام الحالي ينذر بواقع جديد في المدينة المقدسة في ظل حكومة اليمين المتطرف العنصري
5شهداء ونحو (324) حالة اعتقال و(69) منشأة تم هدمها وتجريفها و(4408) مستوطنًا اقتحموا باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال شهر كانون الثاني للعام 2023

 

أصدرت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس تقريرها الشهري حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة خلال شهر كانون الثاني لعام 2023، لخصت فيه مجمل الجرائم التي رُصدت في أحياء وبلدات العاصمة المحتلة.
الشهداء:
ارتقى خلال شهر تشرين الأول 5 شهداء في محافظة القدس من بينهم طفلان _تحت سن المسؤولية_، حيث أعدمت قوات الاحتلال كلًا من المواطن سمير عوني حربي أصلان (41 عاما)، والفتى "محمد علي محمد علي" (17 عامًا)، و الشاب يوسف عبد الكريم محيسن (22عامًا)، والشاب خيري موسى علقم (21 عامًا)، الفتى وديع عزيز أبو رموز (16 عامًا).
وخلال شهر كانون الثاني من العام 2023 احتجزت سلطات الاحتلال جثامين الشهداء (محمد علي، خيري علقم، وديع أبو رموز) ليرتفع عدد الشهداء المقدسيين الذين تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام إلى 25 شهيدًا.
استهداف شخصيات مقدسية:
تواصل سلطات الاحتلال جرائمها بحق الرموز المقدسية وعلى رأسهم محافظ القدس عدنان غيث، ففي الثاني من كانون الثاني اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيليمنزل محافظ القدس عدنان غيث في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، وسلمته قرارا بتجديد منعه من دخول الضفة الغربية. وأعادت مخابرات الاحتلال اقتحام منزل المحافظ غيث 12 كانون الثاني، وثبتت قرار منع دخوله للضفة الغربية.
ويذكر أن محكمة الاحتلال أصدرت قرارًا في الرابع من آب من العام 2022 بفرض الحبس المنزلي المفتوح على المحافظ غيث دون تحديد فترة زمنية للقرار.
كما سلمت سلطات الاحتلال في 15 كانون الثاني أمين سر حركة "فتح" في القدس شادي مطور، قرارًا عسكريا بمنع دخوله للضفة الغربية لمدة شهرين، من الرابع عشر من هذا الشهر وحتى الرابع عشر من آذار المقبل، بحجة "المشاركة بفعاليات ونشاطات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية".
واقتحمت قوات الاحتلال في 2 كانون الثاني، منزل خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في حيّ الصوانة بمدينة القدس المحتلة، وسلمته استدعاءً للتحقيق في غرف (4) بمركز "المسكوبية" التابع للاحتلال، ويأتي هذا الاستدعاء على خلفية تصريحات صبري بشأن المسجد الأقصى، التي اعتبرتها سلطات الاحتلال تحريضًا.
وفي 12 كانون الثاني اقتحمت قوات الاحتلال منزل رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، وسلمته قرارًا بتجديد منعه من السفر، علمًا أن الهدمي يقبع تحت الإقامة الجبرية في مكان سكنه بحيّ الصوانة بالقدس المحتلة.
كما شن أعضاء كنيست الصهيونية الدينية حملة إعلامية تحريضية ضد الأستاذ المحامي المقدسي مدحت ديبه وكانوا سابقًا قد طالبوا بمحاكمته على تصريح له "اعتبار كل مسرب خائن"، ورفعت ضده قضية لدى نقابة المحامين الإسرائيليين للسعي في محاولة لتجريمه والتهديد بسحب مزاولة المهنة.
اعتداءات المستوطنين
اعتداءات المستوطنين وجرائمهم تتزايد وتيرتها في كل شهر، فخلال شهر كانون الثاني نفّذ المستوطنون نحو (22) اعتداء تخللها اعتداء بالإيذاء الجسدي. وكان من بين الاعتداءات محاولة مستوطن دهس عدد من الشبان في حيّ الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة.
وشهد شهر كانون الثاني ارتفاع في وتيرة الدعوات التحريضية التي تنظمها جماعات استيطانية لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك، إذ طالبت جماعات الهيكل المتطرفة بافتتاح كنيس داخل الأقصى والسماح بأداء كامل الطقوس التلمودية وإدخال الأدوات والقرابين في المسجد الأقصى.
واعتدى مستوطنون على عدد من المقابر الإسلامية والمسيحية، كمقبرة عائلة الدجاني في حيّ النبي داود بالقدس المحتلة، والمقبرة البروتستانتية والبطريركية الآرمنية.
 الإصابات:
وفيما يخص ملف الإصابات رصدت محافظة القدس خلال شهر كانون الثاني الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة. وتم رصد نحو (17) إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال بالإضافة إلى عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وتجدر الإشارة إلى أن الإصابات الناجمة عن استخدام الاحتلال للقوة المفرطة وتشجيع قادة جيشه وحماية جنوده أدى إلى استشهاد 5 مواطنين في محافظة القدس خلال شهر كانون الثاني.
 
 
التحديات والانتهاكات في المسجد الأقصى:
فرضت قوات الاحتلال تشديداتها على أبواب المسجد الأقصى المُبارك، وضيّقت على المصلين ونكلت بهم من خلال اخضاعهم للتفتيش واحتجاز بطاقاتهم الشخصية، وذلك تزامناً مع اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى. ورصدت محافظة القدس اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المُبارك خلال شهر كانون الثاني، إذ اقتحم (4408) مستوطناً، و(65591) تحت مسمى سياحة باحات المسجد الأقصى المُبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح.
عمليات الاعتقال:
تتصاعد عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال بوحشية بحق الأهالي في محافظة القدس، إذ جرى رصد نحو (324) حالة اعتقال لمواطنين من بينهم نحو (60) طفلًا، ونحو(7) سيدات، في كافة مناطق محافظة القدس خلال شهر كانون الثاني.
ومن بين المعتقلين رئيس اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا الأسير المحرر والموظف في محافظة القدس "رائد مطير"، ونجله "صامد"، إذ اعتقلتهما قوات الاحتلال في 5 كانون الثاني بعد مداهمة منزله في المخيم والعبث في محتوياته.
وما تزال سلطات الاحتلال تعتقل الفتى المصاب محمود عليوات (13 عامًا) والذي تتهمه سلطات الاحتلال بتنفيذ عملية سلوان في 28 كانون الثاني، واعتقلت والده ووالدته وشقيقه وحققت معهم.
قرارات محاكم الاحتلال:
أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (35) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (13) حكمًا بالاعتقال الإداري "أي دون تحديد تهمة موجهة لهم بشكل واضح"، بالإضافة لفرض غرامات مالية باهظة جدًا تزيد من معاناة أسرهم.
جرى رصد (27) قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين من بينهم (11) طفلًا. وترواحت مدة قرارات الحبس المنزلي الصادرة ما بين يومين إلى 45 يوم.
وشهد شهر كانون الثاني إصدار سلطات الاحتلال قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، في محاولةٍ منهم للسيطرة على المسجد الأقصى والأماكن المحيطة به ومحاولات تفريغه من المؤمين، فأصدرت نحو (22) قرارًا بالإبعاد، منها (9) قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى.
 كما سلمت سلطات الاحتلال قرارات منعٍ من السفر لـ (7) مواطنين. وهم رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، لؤي ناصر الدين، حمزة زغير، نهاد زغير، عبد صالح بكيرات، منذر حمادة والمرابطة المقدسية هنادي حلواني.
 
 
 
عمليات الهدم والتجريف:
خلال شهر كانون الثاني، تم هدم وتجريف (69) منشأة في محافظة القدس المحتلة، منها (10) منشآت تم هدمها بشكل ذاتي قسري، وتنفيذ (10) عمليات حفر وتجريف لأراض.
وهدمت آليات وطواقم الاحتلال خلال شهر كانون الثاني (49) منشأة شملت؛ 26 محلًا تجاريًا 25 منها في حزما، بالإضافة إلى 11 منزلًا في سلوان، وبيت حنينا، وبيت صفافا، ومخيم شعفاط، وجبل المكبر، وخمسة أسوار وجدران استنادية في عناتا وجبل المكبر وبلدة سلوان، وبركسان في بلدة السواحرة وسلوان، وبركس زراعي في العيسوية، وبركس للأغنام في جبل المكبر، وسلسلة حجرية وكونتينر في عناتا، وموقف للمركبات قيد الإنشاء في بلدة جبل المكبر.
قرارات الهدم والإخلاء القسري ومصادرة الأراضي:
كما سلمت سلطات الاحتلال العديد من إخطارات هدم لعدة منازل في العديد من بلدات محافظة القدس المحتلة. حيث سلمت سلطات الاحتلال خلال شهر كانون الثاني نحو (74) إخطارًا بالهدم على عدد من المنشآت التجارية والمنازل.
الجرائم بحق الأسرى:
وفيما يتعلق بملف الأسرى يخوض الأسرى في سجون الاحتلال حربًا ضارية لا تقل عمّا يحدث خارجه، حيث تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي التنكيل بهم والاعتداء عليهم بشكل مستمر، في 1 كانون الثاني رفضت ما تسمى المحكمة العليا لدى الاحتلال طلب استئناف قدم لها للإفراج عن الأسير المقدسي أحمد مناصرة.
وفي 30 كانون الثاني أصدرت محكمة الاحتلال قرارًا بزيادة حكم 7 أسرى من بلدة العيساوية بالقدس وهم: قاسم درباس وإسماعيل محيسن وخالد محيسن ومحمد مصطفى وعبد الله أبو ريالة وأحمد أبو عصب ومحمد الرازم.
الجرائم بحق المؤسسات المقدسية:
في محاولات مستمرة لقمع المؤسسات المقدسية داخل مدينة القدس يواصل الاحتلال قمع وإغلاق هذه المؤسسات وقمع الفعاليات في محاولات حثيثة لطمس كل ما يمت للهوية العربية الاسلامية بصلة في العاصمة المحتلة.
ففي 5 كانون الثاني اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى جمعية المقاصد الخيرية بالعاصمة المحتلة ، وفي 6 كانون الثاني داهمت قوات الاحتلال ومخابراته مقر ديوانية الأربعين في بلدة العيساوية، بحجة عقد اجتماع لاتحاد اولياء امور الطلاب في مدارس القدس وأن الاجتماع ممول من قِبل السلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي 19 كانون الثاني استهدفت قوات الاحتلال مقر مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية – بيت المقدس "ميثاق" في بلدة أبو ديس، بقنابل الغاز، ما أدى إلى تحطيم زجاج النوافذ. ويعتبر هذا الاعتداء تعديا صارخا وسافرا على التراث العلمي المكتوب، وعلى إحدى المؤسسات المقدسية الوطنية التي تقوم بدور هام ورئيسي في الحفاظ على الهوية التاريخية للشعب الفلسطيني.
وفي إطار التضييق على المدارس في مدينة القدس أوقفت ما تسمى بوزارة المعارف لدى الاحتلال التمويل المادي لمدرسة الإبراهيمية في القدس المحتلة منذ بداية العام الحالي، بحجة منع طواقم تفتيش الوزارة من دخول المدرسة في 20 كانون أول عام 2022.
وفي 20 كانون الثاني اعتدت قوات الاحتلال على وفد مقدسي في بلدة عارة بالداخل الفلسطيني المحتل بعد زيارته للأسير المحرر ماهر يونس، واعتقلت عددًا منهم وهم "كريم أبو جمل" والمقدسي "عبود دعنا" واعتدت على كل من "زكريا ومحمد أبو طير".
وفي إطار الاعتداء على الطواقم الطبية وبتاريخ 25 كانون الثاني اعتدى جنود الاحتلال على المسعفين في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة إذ اقتحم عدد من جنود الاحتلال سيارة الإسعاف التي نقلت الشهيد محمد علي واعتدوا على المسعفين.
أما على صعيد الاعتداء على الصحفيين فاستهدفت قوات الاحتلال الصحفيين بالقنابل الغازية خلال تغطيتهم اقتحام مخيم شعفاط ،وهدم منزل عائلة الشهيد عدي التميمي.
المشاريع الاستيطانية:
تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية خطيرة، ففي شهر كانون الثاني من العام 2023 صادقت سلطات الاحتلال على (3) مشاريع استيطانية أحدهم في حيّ المصرارة شرق مدينة القدس المحتلة حيث بدأت بلدية الاحتلال مؤخرا بأعمال حفر، الأمر الذي أدى إلى تأثر الحركة التجارية في سوق حي المصرارة التاريخي، حيث قيد الحركة بالسوق وأضر بالتجارة، وتأتي ممارسات الاحتلال هذه في سياق تهويد مدينة القدس، وذلك تحت مسمى التطوير لكنها في الحقيقة هي في إطار البروباغندا الاسرائيلية التي تهدف إلى إظهار المدينة بأنها موحدة وعاصمة لـ"الشعب اليهودي"، وهذه المشاريع تخفي التفرقة العنصرية التي مارستها سلطات الاحتلال بحق القسم الشرقي من القدس على مستوى الإنفاق والرعاية، ومحو الصورة الحضارية لشرق القدس وإظهارها وفق الرواية التوراتية التي تفيد بأن هذه المدينة هي لليهود وعاصمة للاحتلال فقط.
 


Designed and Developed by