دولة فلسطين
محافظة القدس
جمعة الغضب لأجل القدس والاقصى
ثلاثة شهداء ومئات الجرحى خلال مواجهات جمعة الغضب
الرئيس يعزز من صمود المقدسيين ويقرر تجميد الاتصالات مع الاحتلال

 
 
العاصمة المحتلة / أعلن رئيس دولة فلسطين محمود عباس عن تجميد الاتصالات مع دولة الاحتلال، وعلى كافة المستويات لحين التزام إسرائيل بإلغاء الإجراءات التي تقوم بها ضد شعبنا الفلسطيني عامة، والعاصمة المحتلة والمسجد الأقصى خاصة، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى؛ "مع رفض لما يسمى البوابات الالكترونية كونها إجراءات سياسية مغلفة بغلاف أمني وهمي، تهدف إلى فرض السيطرة على المسجد الأقصى والتهرب من عملية السلام واستحقاقاتها، وحرف الصراع من سياسي إلى ديني، وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً .
كما أعلن في ختام اجتماع القيادة الفلسطينية حول ما يتعرض له المسجد الأقصى والقدس، الذي عقد مساء الجمعة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، عن تخصيص مبلغ 25 مليون دولار أميركي جديد لتعزيز صمود أهلنا في مدينة القدس من مواطنين ومؤسسات وتجار واعتبر أن القيادة الفلسطينية في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل المستجدات.
 
 
ودعا إلى عقد جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني لوضع التصورات اللازمة والخطط لحماية مشروعنا الوطني وحماية حقنا في تقرير المصير والدولة، كما دعا اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني إلى الإسراع في استكمال كامل إجراءاته من أجل عقد جلسة للمجلس لحماية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وتعزيز دورها وتفعيل مؤسساتها.
ووجه الرئيس نداءً، باسم الأقصى والقدس، إلى جميع القوى والفصائل، وخاصة حركة "حماس"، من أجل الارتقاء فوق خلافاتنا وتغليب الشأن الوطني على الفصائلي، والعمل على وحدة شعبنا، وإنهاء آلامه وعذاباته مطالبا الجميع بوقف المناكفات الإعلامية وتوحيد البوصلة نحو القدس والأقصى، كما طالب حركة "حماس" بالاستجابة لنداء الأقصى بحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها، والذهاب إلى انتخابات وطنية شاملة.
وكان الرئيس محمود عباس قد استقبل في وقت سابق من يوم الجمعة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ومفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، ووزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني ووزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، ، بحضور مدير المخابرات العامة ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ واستمع من رئيس الوزراء إلى الجهود التي تقوم بها الحكومة لدعم صمود أهلنا في مدينة القدس. كما استمع من فضيلة المفتي العام لشرح حول الأوضاع في المدينة المقدسة، وتحدي أبناء شعبنا في القدس للإجراءات الاحتلالية الني تستهدف المسجد الأقصى وأوعز بتقديم كل الإمكانيات المتاحة لدعم أهلنا في القدس وتثبيت صمودهم، في ظل الهجمة الإسرائيلية التي تتعرض لها المدينة المقدسة، والإجراءات الاخيرة التي فرضتها سلطات الاحتلال .
 
 
 
 وكانت مدينة القدس قد تعرضت منذ فجر الجمعة لحصار مشدد واغلاق شوارع ومداخل المدينة ونصب عشرات الحواجز ونشر 5 كتائب جديدة من جيش الاحتلال اضافة الى الالاف الموجودة يوميا، وقرار الكابينت الاسرائيلي باستمرار نصب البوابات الالكترونية، لكن يبدو ان الاعتداءات والقمع الذي نفدته قوات الاحتلال بحق المقدسيين زادت من اصرارهم على رفض دخول المسجد الاقصى من البوابات الالكترونية وتمكن الالاف من الصلاة باقرب نقطة يصلون اليها للمسجد الاقصى المبارك ودارت اشتباكات عنيفة عقب الصلاة ادت حسبما  أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد ثلاثة مقدسيين في جمعة الغضب التي هب اليها ابناء الشعب الفلسطيني من كل صوب وحدب وفي مقدمتهم ابناء العاصمة المحتلة مسلمين ومسيحيين الذين هبوا للدفاع عن مقدساتهم وعلى وجه الخصوص المسجد الاقصى المبارك حيث شارك مسيحيون اخوانهم المسلمين صلاة الجمعة للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم للاجراءات الاسرائيلية بحق المسجد الاقصى المبارك والتزامهم بقرارالمرجعيات الدينية والسياسية برفض الدخول الى المسجد الا بعد زوال الاجراءات التعسفية . والشهداء هم: الشاب محمد لافي (18 عاما) من بلدة أبو ديس جراء إصابته بالرصاص الحي في صدره والفتى محمد محمود شرف البالغ من العمر 17 عاما، جراء إصابته بشكل مباشر في الرأس برصاصة أطلقها صوبه مستوطن في حي رأس العامود بالقدس المحتلة، بينما استشهد الشاب محمد حسن أبو غنام (20 عاما) إثر إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في منطقة الطور.
وأصيب 450 آخرون في المواجهات التي اندلعت في حي رأس العامود ومنطقة الطور بالقدس المحتلة ومحيطها وفي الضفة الغربية، بين المصلين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن حصيلة المواجهات التي وقعت اليوم في الضفة الغربية والقدس 450 مصاباً، لافتاً إلى أن الإصابات كالآتي: 23 بالرصاص الحي، و147 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و215 جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، و65 إصابة بكسور مختلفة جراء التعرض للضرب من قبل قوات الاحتلال فيما أصيب طفل (7 أعوام) من بلدة الرام.
وفي السياق ذاته اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقبرة التي شيع فيها جثماني الشهيدين شرف وابو غنام القدس. بعدما تمكن الشبان من تهريبهما خشية من احتجاز جثمانيهما وأصيب عشرات الشبان بإصابات مختلفة جراء اعتداء قوات الاحتلال على المشيعين،واقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد لاعتقال مصابين هناك وناشد المستشفى أبناء شعبنا للتوجه بسرعة إلى بنك الدم؛ للتبرع لجرحى المواجهات التي دارت مع قوات الاحتلال.
وكانت حالة من التوتر والاحتقان الشديد، قد خيمت على مدينة القدس بعد قرار ما يسمى الكابينت الاسرائيلي حيث اكد المقدسيون على الموقف الموحد بعدم دخول المسجد عبر البوابات الالكترونية، فيما قررت شرطة الاحتلال منع دخول من هم أقل من 50 عاما الى البلدة القديمة والاقصى ونشرت المئات من عناصرها في شوارع المدينة المحتلة والاحياء القريبة من البلدة القديمة، كما عززت تواجدها على أبواب الاقصى والبلدة القديمة، وبعد منتصف الليل السواتر الحديدية المثبتة عند باب الاسباط، رغم ذلك أدى الالاف من الفلسطينيين صلاة الفجر عند باب الأسباط، بتواجد كبير لقوات الاحتلال.
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات لقيادات ونشطاء مقدسيين بعد اقتحام منازلهم في المدينة وهم :حاتم عبد القادر مسؤول حركة فتح في القدس، وعدنان غيث أمين سر حركة فتح بالقدس، وأمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى وهاني غيث، ناصر عجاج، موسى العباسي، محمد داود أبو الهوى، ناصر الهدمي، وزهير زعانين.
وكانت قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي قد قررت بعد اجتماع لتقدير الموقف، يوم الخميس، وضع 5 كتائب من الجيش في حالة تأهب، لاستخدامها في مواجهة أي تدهور للاوضاع قد يطرأ الجمعة في المسجد الأقصى في ظل الدعوات ليوم تحدي مع الاحتلال، وفقا لما نشرته مواقع صحافية عبرية.
وأشارت هذه المواقع نقلا عن ما يسمى الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن قيادة الجيش عقد اجتماعا في مقر "هيئة الاركان" في مدينة تل أبيب، لتقدير الموقف في المسجد الاقصى يوم الجمعة وامكانية تدهور الأوضاع، وبناء على ذلك تقرر وضع 5 كتائب من الجيش في حالة تأهب عالية كما قررت إلغاء اجازات الجنود، على أن يبقى الحال على ما هو عليه حتى صدور قرار جديد من قيادة الجيش بعد عقد اجتماع آخر لتقدير الموقف غدا الجمعة.
 وأضافت بأن شرطة الاحتلال دفعت بمزيد من قواتها من كافة المناطق الى مدينة القدس منذ ساعات الفجر ونصبت العديد من الحواجز على طرقات المدينة ومداخل البلدة القديمة وتقوم بعمليات تفتيش واسعة للمركبات الفلسطينية.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قد اصدرت الأربعاء قرارا بإغلاق جميع المساجد في أحياء وقرى وبلدات المدينة المحتلة يوم الجمعة والتوجه لأداء صلاة الجمعة أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، رفضا للبوابات الالكترونية، كما دعت المرجعيات الدينية والقوى الوطنية والتوجه إلى المسجد الأقصى الجمعة، بدلا من الصلاة في جوامع القرى والأحياء.
وجاء في تقرير أولي للهلال الأحمر الفلسطيني، أوضح خلاله الارقام الاولية لاصابات القدس والضفة الغربية خلال الموجهات التي شهدتها جمعة الغضب بين ابناء الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس وضواحيها ومحافظات الوطن .وهي كالتالي :
 
القدس:
أصيب في مناطق مختلفة من مدينة القدس، 72 متظاهرا، 41 منهم نقلوا إلى المستشفيات الميدانية ومستشفيات القدس، وتنوعت إصاباتهم ما بين حي ومطاط واعتداء ودهس وحروق، فيما الـ 31 الآخرين عولجوا ميدانيا، حيث تنوعت إصاباتهم ما بين مطاط واعتداء وحروق.
رام الله قلنديا النبي صالح :
وأصيب 11 متظاهرا على حاجز قلنديا شرق القدس وبلدة النبي صالح شمال غرب رام الله، تفاوتت ما بين اصابات بالغاز المسيل للدموع واصابتين بقنابل صوت وغاز واصابة بالرصاص الحي.
العيزرية :
وأصيب 53 متظاهرا خلال المواجهات المندلعة في بلدة العيزرية، منهم إصابتان بالرصاص الحي و10 اصابات بالرصاص المطاطي و40 اصابة اختناق بالغاز المسيل للدموع، فيما أصيب متظاهر بالحروق.
بيت لحم :
وفي مدينة بيت لحم، أصيب 38 متظاهرا، 31 منهم بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و3 أصيبوا بالرصاص المطاطي فيما أصيب 4 آخرون بحروق.
قلقيلية: كفر قدوم وجيوس
وأصيب خمسة متظاهرين، خلال المواجهات المندلعة في كفر قدوم وجيوس التابعتين لمدينة قلقيلية، اصابة منهم بالمطاط و3 اصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، فيما أصيب شاب جراء سقوطه.
الخليل :
وفي مدينة الخليل، أصيب 6 متظاهرين إصابتان منهم بالرصاص الحي، فيما أصيب 4 آخرون بالرصاص المطاطي وجرى اقتحام للمستشفى الاهلي في محاولة لاعتقال مصابين .
طولكرم :
أصيب 7 مواطنون خلال المواجهات المندلعة في مدينة طولكرم، 6 منها إصابات بالاختناق وإصابة أخرى بالحروق.
بدخول البلدة القديمة والمسجد الاقصى، في حين سوف تسمح بدخول النساء بغض النظر عن العمر الى المسجد الاقصى.
قطاع غزة :
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أن حصيلة الإصابات الناجمة عن المواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة الفراحين وشرقي جباليا وشرقي غزة وشرقي البريج هي 30 إصابة منها إصابة مواطنين اثنين بالرصاص الحي،  وحالات إغماء جراء استخدام الاحتلال لقنابل الغاز في مختلف المناطق الشرقية للقطاع.
وفي السياق، أكدت الوزارة أن 36 أصيبوا بحالات الإغماء، فيما تضررت سيارتا إسعاف، بعد استهداف الطواقم الطبية شرقي جباليا شمال القطاع بقنابل الغاز، فيما أصيب 13 مواطناً بقنابل الغاز المباشرة واصيب مواطنين بعيارات نارية شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة فيما اصيب شاباً بجروح في الساق خلال المواجهات مع الاحتلال شرقي مخيم البريج، بينما أصيب مواطن ثاني بجروح وصفت بالمتوسطة في منطقة الرأس.
 وبالرغم من اجراءات الاحتلال التعسفية وحواجزه التي نشرها في محيط العاصمة المحتلة الا ان المقدسيون يصرون بكل قواهم وارتباطهم بالقدس والمسجد الاقصى على رفض البوابات الالكترونية، وعدم دخول المسجد الاقصى وهي منصوبة حوله، والوصول الى المسجد الاقصى حيث تمكن المئات من اداء صلواتهم العصر والمغرب والعشاء على الاسفلت في محيط المسجد الاقصى المبارك .
مقتل 3 مستوطنين من "حلميش" :
وفي تطور لاحق لاحداث جمعة الغضب تسلل الشاب عمر العبد من قرية كوبر الى مستوطنة حلميش القريبة من بلدته واقدم على قتل ثلاثة مستوطنين طعنا بالسكين ، واتضح من التحقيق الاولي الذي اجرته سلطات الاحتلال أن الشاب عمر العبد 19 عاما من قرية كوبر تسلل في تمام الساعة 11:30 مساء الجمعة، الى بيت قريب من الجدار الامني المحيط بالمستوطنة وطعن سكان المنزل الاربعة فقتل ثلاثة منهم وأصاب الرابع بجراح خطيرة وسمع جار المستوطنين وهو جندي في ما يسمى وحدة “عوكيتس” الخاصة بالكلاب البوليسية والتي تعتبر ضمن التصنيف العسكري الاسرائيلي وحدة مختارة تابعة للأركان مباشرة حيث كان يمضي اجازة، سمع الصراخ القادم من المنزل الذي تعرض للهجوم فسارع للمكان حاملا مسدسه وأطلق النار على الشاب المهاجم من خلال النافذة وأصابه بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة نقل على اثرها الى مستشفى “بلينسون” في مدينة بيتح تكفا.
ووفقا للمصادر الاسرائيلية وقع الهجوم اثناء تواجد 10 من افراد الاسرة بداخله حيث كانوا يتناولون الوجبة الخاصة بيوم السبت وفور وقوع الهجوم سارعت زوجة الابن القتيل الى الاختباء مع ابنائها الذين كانوا في مرمى المهاجم الا انه ابتعد عنهم ولم يقدم على طعن اي من الاطفال او النساء واتصلت مع الشرطة وبدأت بالصراخ “في بيتنا مخرب… في بيتنا مخرب”.
وقال اطباء عسكريين وصلوا الى المكان “كان المهاجم ملقى على الارض الى جانب القتلى والجرحى وحاول معاودة الهجوم باتجاه طاقم التمريض لكن الجنود سيطروا عليه وأوقفوه ووفقاً لمصادر عبرية، فإن الاحتلال الإسرائيلي “حقق مع منفذ العملية الشاب عمر قبل نقله للمستشفى، واعترف خلال التحقيق الأولي معه أنه اشترى سكيناً قبل يومين من تنفيذ العملية”.

    



Designed and Developed by