دولة فلسطين
محافظة القدس
شهيد رابع والمقدسيون يواصلون نضالهم وصلواتهم امام "الاقصى"
المرجعيات الدينية تؤكد على موقفها الرافض للاجراءات الاسرائيلية
تحرك عربي واسلامي ودولي لحشد الطاقات دعما لمقاومة المقدسيين
الحسيني : " بوصلتنا لن تحيد عن القدس "

 
 
العاصمة المحتلة / نصبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجرالأحد، كاميرات ذكية كتلك المستخدمة في المطارات، عند باب الأسباط المؤدي إلى الحرم القدسي وأجهزة مراقبة وأخرى كاشفة للمعادن تعمل بالأشعة السينية، وتحت الحمراء بعد ان منعت المصورين الصحفيين من الاقتراب من منطقة تركيب الكاميرات، وفرضت طوقا عسكريا محكما على المنطقة.
المرجعيات الدينية تؤكد موقفها :
وأكد سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، رفضه والمرجعيات الدينية والوطنية في القدس، لهذه الاجراءات الجديدة، مشددا على ضرورة عودة الأوضاع الى ما قبل الرابع عشر من تموز.
وأشار المفتي العام، إلى رفض المرجعيات الدينية والوطنية التام لكل إجراءات الاحتلال لتغيير الوضع الذي كان قائما في المسجد الأقصى المبارك.
وقال: "طالبنا وما زلنا نطالب بشكل واضح، بأن تعود الأمور الى ما قبل 14 تموز مع التركيز على رفض كل الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، لأن القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال ولا يجوز للاحتلال تغيير الوضع القائم في المدينة الواقعة تحت الاحتلال.
من جهته، شدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، على رفض الفلسطينيين بعامة، ومرجعيات القدس الدينية بشكل خاص، لإجراءات الاحتلال الجديدة والمتمثلة بتركيب جسور حديدية ضخمة وأبواب كبيرة أمام باب الأسباط من المسجد الأقصى.
وقال لـ"وفا": "بعد أن تورط وورّط نفسه بتركيب البوابات الالكترونية أمام مداخل وأبواب المسجد الأقصى، فقد الاحتلال سيطرته، بل فقد صوابه، وأخذ يتصرف بشكل عشوائي وهمجي ووحشي ضد المصلين المعتصمين في محيط المسجد الأقصى، والآن هو يبحث عن بديل لحل المشكلة ولجأ الى نصب كاميرات "ذكية" تُعلّق على الجسور الحديدية وهي على غرار الكاميرات المنصوبة في شوارع وأزقة القدس القديمة، من شأنها الكشف عن هوية الأشخاص وأدوات معدنية، والاحتلال هو الذي أخلّ بالأمن في القدس وليس أبناء المدينة؛ الذين هم حريصون على الأقصى، كونه جزءا من إيمانهم ودينهم".
وأضاف: "الاحتلال يعتبر الكاميرات الذكية بدائل للبوابات، والسبب هو أنه يريد أن يخرج من المأزق بكرامة حسب تصوره، ويريد أن ينزل عن الشجرة باحترام، ويريد أن يبين أنه ما زال صاحب القرار في القدس والمسجد الأقصى".
وتابع الشيخ صبري قائلاً: إن الموضوع سياسي محض ولا علاقة له بالأمن، وموقفنا في القدس واضح وهو تمسكنا بحقنا في مدينتنا  واقصانا، والاحتلال مصيره وإجراءاته إلى زوال.
وقال: "نحن حينما نمتنع عن دخول الأقصى عبر البوابات الالكترونية، فهذا لا يعني أننا قد تنازلنا عنه".
 وأكدت المرجعيات الدينية، ممثلة بمفتي القدس والديار الفلسطينية ورئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والقائم بأعمال قاضي القضاة، في نداء مشترك، على الرفض القاطع للبوابات الإلكترونية وكل الإجراءات الاحتلالية كافة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وطالبت المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته في وقف العدوان الإسرائيلي، وثمنت وقفة أهلنا في القدس وفلسطين وجماهير أمتنا العربية والإسلامية في نصرتهم للمسجد الأقصى المبارك.
 
 
 
تحرك فلسطيني عربي اسلامي دولي :
وفي السياق ذاته، تواصل سفارة دولة فلسطين في القاهرة اتصالاتها مع كافة الجهات المختصة، والإعلاميين المصريين، من أجل تسليط الضوء على ما يجري في مدينة القدس، وبالأخص في المسجد الأقصى المبارك، في ضوء الأحداث الأخيرة، ومحاولات الاحتلال عبر خطة ممنهجة لتكريس سيادته على المدينة المقدسة، بما يخالف كافة الشرائع والمواثيق والاتفاقات الدولية.
وقال المركز الاعلامي للسفارة، في بيان صحفي، الأحد، "إن السفارة شكلت خلية أزمة، لمتابعة تطورات الوضع الداخلي من قلب مدينة القدس، والمسجد الأقصى، وأنحاء الضفة الغربية على مدار الساعة".
إلى ذلك، وجهت دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية، رسالة إلى كافة الأحزاب والاتحادات الشعبية العربية، دعت فيها إلى بذل كل الجهود وتحشيد كل الطاقات من أجل إسناد نضال الشعب الفلسطيني وتصديه للجرائم والاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى.
وطالبت الدائرة في رسائلها، كافة القوى السياسية والاجتماعية العربية إلى القيام بخطوات عملية على كافة المستويات لفضح هذه الاعتداءات أمام الرأي العام العالمي، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى رفع وتيرة الصمود والتحدي لدى الشعب الفلسطيني عموماً وأهالي القدس على وجه التحديد.
وكانت قوات الاحتلال قد صعدت من إجراءاتها بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، منذ يوم الجمعة المنصرم 14-7-2017، حيث أغلقت المسجد الأقصى أمام المصلين لأول مرة منذ عام 1969، في اعقاب عملية اطلاق نار أدت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، ومقتل شرطيين اسرائيليين.
بعد ثلاثة أيام فتحت قوات الاحتلال المسجد الأقصى أمام المصلين، بعد أن نصبت بوابات إلكترونية على مداخله، وهو ما قوبل برفض رسمي وشعبي.
وفي ذات الشياق اقتحم صباح الاحد  أكثر من مائة مستوطن، المسجد الأقصى المبارك، وهو خالٍ من المُصلين أو من مسؤولي وموظفي الأوقاف الاسلامية من جهة باب المغاربة، برفقة عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات في باحاته. فيما طالبت جماعات يهودية متطرفة، تنضوي في إطار ما يسمى "منظمات الهيكل" المزعوم، وعدد من "الحاخامات"، حكومتهم بالتوقيع على اتفاقية لرفع علم دولة الاحتلال على سطح المسجد الأقصى "حتى يثبتوا أنهم استولوا عليه".
وفي سياق مشابه، أعلنت نفس المنظمات أنها تنوي مساء الأحد تنظيم مسيرتها الشهرية، انطلاقا من باحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى) باتجاه البلدة القديمة، على أن تتمركز وتحطّ في منطقة باب الأسباط لـ"افشال اعتصام الفلسطينيين" داعية أنصارها الى المشاركة في هذه المسيرة لما أسمته "طرد الفلسطينيين من المكان".
وفي أراضي الـ48، حملت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حكومة الاحتلال المسؤولية عن سفك الدماء في القدس، وطالبت بإزالة البوابات الإلكترونية، ودعت إلى وقفات وحدوية في عدة مواقع في البلاد، وإلى النفير اليومي إلى القدس وتسيير أكبر عدد من الحافلات إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة المقبل، إضافة إلى التحضير لحملة مساعدات طبية واسعة النطاق لمستشفى المقاصد في القدس، ودعوة الجماهير إلى التبرع بالدم.
الرئيس محمود عباس، قطع جولته الخارجية، وعاد إلى أرض الوطن، وعقد اجتماعا طارئا للقيادة الفلسطينية، تقرر خلاله تجميد الاتصالات مع دولة الاحتلال،على كافة المستويات، لحين التزام سلطات الاحتلال بإلغاء الإجراءات التي تقوم بها ضد شعبنا، ومدينة القدس والمسجد الأقصى، وتخصيص مبلغ 25 مليون دولار أميركي لتعزيز صمود أهلنا في مدينة القدس.
ومن المقرر ان تعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعا طارئا الاثنين لبحث الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، كما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، في اليوم ذاته، لمناقشة الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة. وقال مندوب السويد لدى مجلس الأمن كارل سكو، إن السويد وفرنسا ومصر طلبت عقد الاجتماع "ليناقش بشكل عاجل كيف يمكن دعم النداءات التي تطالب بخفض التصعيد في القدس .
 
 
شهيد بالعيزرية :
وكانت وزارة الصحة قد اعلنت  مساء السبت، عن استشهاد الشاب يوسف عباس كاشور (23 عاما)، متأثرا بجروح أصيب بها في بلدة العيزرية، شرق القدس المحتلة.
وكان كاشور أصيب بجروح خطرة بصدره، في وقت سابق من مساء اليوم، في بلدة العيزرية، نقل إثرها إلى مستشفى أريحا الحكومي ومن ثم جرى تحويله لمجم ع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لخطورة حالته، حيث أعلن الأطباء عن استشهاده.
الحسيني يتراس وفد رفيع للعزاء بالشهداء :
وفي ذات السياق قدم وفد رفيع المستوى السبت يتراسه وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني وضم المرجعيات الدينية والشعبية وعضوي الكنيست العرب احمد الطيبي واسامة السعدي التعازي بشهداء جمعة الغضب لاجل الاقصى محمد شرف ومحمد ابو غنام ومحمد لافي .
وقال الحسيني بكلمته :" جئناكم  بالنيابة عن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية نقدم واجب العزاء ناقلين تاكيدات الرئيس بان بوصلتنا لن تحيد عن القدس مهما كانت التضحيات، فلا دولة فلسطينية دون القدس، والقدس لا بد أن تكون عربية خالصة لمسلميها ومسيحييها، وشعبنا قادر دائما على مواجهة المراحل الصعبة، ليؤكد من جديد أنه شعب حي لا يموت، وأن فوق هذه الأرض ما يستحق الحياة.
المقدسيون يواصلون اعتصامهم وقوع اصابات واعتقالات :
 فيما يواصل المصلون المقدسيون ولليوم الثامن على التوالي، الامتناع عن الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، عبر البوابات الالكترونية، التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي على مداخل المسجد ويؤدون جميع الصلوات في الشوارع، في الوقت ذاته خرجت مسيرات سلمية في مختلف محافظات الوطن احتجاجا ورفضا لهذه الاجراءات، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الاحتلال اسفرت عن استشهاد اربعة مواطنين وإصابة المئات وشهدت العاصمة المحتلة اضرابا شاملا حدادا على شهداء جمعة الغضب لاجل الاقصى .
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن المصلين أدوا صلواتهم خارج أسوار الحرم القدسي، وسيواصلون اعتصامهم حتى إزالة البوابات الالكترونية والغاء كافة اجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى موضحا ان الأوضاع في القدس ما زالت متوترة بشكل عام، خاصة بعد ارتقاء ثلاثة شهداء الجمعة، وإصابة العشرات.
وأشار الى أن بعض حراس المسجد الأقصى ممن دخلوا قبل أيام للمسجد دون المرور عبر البوابات الالكترونية ما زالوا يتواجدون في المسجد من أجل حمايته والوقوف بوجه المستوطنين المقتحمين.
وفي السياق ذاته، شنت قوات الاحتلال، حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من كوادر حركة "فتح" في المدينة المقدسة. وأفاد ناصر قوس مدير نادي الاسير في القدس ان قوات ومخابرات الاحتلال اقتحمت القدس القديمة واعتقلت: محمد نجيب، وعلاء نجيب، وعبادة نجيب، ويوسف حزينة، وابراهيم أبو اسنينة، وحمود أبو اسنينة ومن قبل القياديين في حركة فتح عضوي المجلس الثوري حاتم عبد القادر وعدنان غيث وقررت ابعدهما عن المسجد الاقصى والبلدة القديمة مدة عشرة ايام وكذلك للمعتقل ناصر عجاج فيما أصيب عدد من المواطنين بينهم صحفيون، خلال مهاجمة قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، المصلين في باب الأسباط في القدس المحتلة، والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات إضافة إلى رشهم بالمياه العادمة ومنهم أحمد غرابلة وبيان الجعبة، وشيرين نجيب أصيبوا خلال قمع الاحتلال للمصلين والمواطنين والصحفيين بطريقة وحشية.
 وقالت جمعية الهلال الأحمر، في بيان مقتضب، مساء اليوم السبت، إن طواقمها تعاملت السبت مع 57 إصابة في القدس، معظمها أعيرة مطاطية وقنابل صوت، وأنها نقلت 12 إصابة منها إلى المستشفيات.
إلى ذلك، حملت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي 48، في اجتماعها الذي عقد في الناصرة ليلة السبت، حكومة الاحتلال المسؤولية عن سفك الدماء في القدس، وطالبت بإزالة البوابات الإلكترونية، مؤكدة على عدم شرعية تواجد الاحتلال في المسجد الأقصى داعية جميع الأحزاب والفعاليات الشعبية إلى وقفات وحدوية في عدة مواقع في البلاد والنفير اليومي إلى القدس وتسيير أكبر عدد من الحافلات إلى الأقصى يوم الجمعة المقبل، إضافة إلى التحضير لحملة مساعدات طبية واسعة النطاق لمستشفى المقاصد في القدس، ودعوة الجماهير إلى التبرع بالدم.

    



Designed and Developed by