دولة فلسطين
محافظة القدس
الاحتلال يصعد من تهديداته بشأن مصلى باب الرحمة توالي ردود الفعل المنددة والدعوة الى شد الرحال الى الاقصى

 
 
العاصمة المحتلة / من المقرر ان يعقد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، اجتماعا طارئا لبحث التطورات الخطيرة المتعلقة بمبنى مصلى باب الرحمة وكانت محكمة الاحتلال الإسرائيلي، قد أمهلت مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أسبوعا للرد على طلب اجهزة أمن الاحتلال إغلاق مصلى باب الرحمة.
 
وهددت المحكمة أنه إذا لم يستجب "مجلس الأوقاف الإسلامية" في غضون أسبوع فإنها ستصدر أمر إغلاق المصلى.
 
بدوره، أكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، أن مصلى باب الرحمة سيبقى مفتوحا وهو تابع للمسجد الاقصى وليس هناك لأحد سيطرة عليه الا الأوقاف الاسلامية.
 
حملة اعتقالات وابعادات عن الاقصى بالجملة ..
 
 وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت خلال شباط المنصرم 133 قرار إبعاد عن "المسجد الأقصى أو القدس القديمة" وذلك عقب أحداث باب الرحمة، باستثناء 6 قرارات أصدرت مطلع الشهر الجاري .
وطالت قرارات الإبعاد في شهر شباط أعلى هيئة دينية ونائب مدير أوقاف القدس، و9 آخرين من موظفي دائرة الأوقاف معظمهم من الحراس، حيث اعتقلت ولاحقت شرطة الاحتلال الحراس الذين قاموا بفتح باب الرحمة.
فيما بلغ عدد المعتقلين والتي طالت الشهر الماضي اعلى سلطة دينية في الاوقاف الاسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الاعلى والشيخ ناجح بكيرات نائب مدير اوقاف القدسوعدنان غيث محافظ القدس ، اضافة الى 229 مقدسياً، منهم حوالي 170 اعتقلوا خلال الفترة الواقعة ما بين 18-28 شباط، عقب الاعتصامات في باب الرحمة .
ومؤخرا أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قرارا يقضي بإبعاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، عن المسجد الأقصى المبارك لمدة اسبوع وذل بعد ان قامت باقتحام منزله، في مدينة القدس، وسلّمته استدعاء للتحقيق معه.
وقال محامي الحسيني، خلدون نجم، "إنه بعد استدعاء الوزير الحسيني للتحقيق معه بشكل غير قانوني، قررت سلطات الاحتلال إبعاده عن المسجد الأقصى حتى يوم الأحد المقبل"، مؤكدا أنه "تم رفض القرار من قبلنا رسميا، وهو لا يحمل أي وصف قانوني ولن يكون هناك أي التزام به".
 
ما يسمى"اتحاد جبل الهيكل" يتوعد ...
 
وفي سابقة خطيرة من نوعها توعد ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل" المتطرف، باجتياح مصلى باب الرحمة وتحويله إلى كنيس يهودي.
وكُشف النقاب عن عقد "اتحاد منظمات الهيكل" المتطرف اجتماعا طارئا الأحد الماضي لمناقشة سبل التصعيد رداً على فتح المقدسيين مصلى باب الرحمة في الأقصى المبارك.
وتشمل قرارات هذه الجماعات المتطرفة تنظيم اقتحام مركزي كبير جداً للمسجد الأقصى المبارك يوم الخميس المقبل التاسع من الشهر الجاري، بهدف ما أسمته "دخول مصلى باب الرحمة والسيطرة عليه".
وأعلنت هذه الجماعات المتطرفة، في بيانها، عزمها إقامة كنيس يهودي داخل مصلى باب الرحمة، كما شملت قرارات هذه الجماعات تنظيم مظاهرة كبيرة يوم الخميس في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، للمطالبة بطرد الأوقاف الإسلامية من المسجد الأقصى وإخراجها عن القانون "الإسرائيلي"، وإعلان السيادة "الإسرائيلية" التامة على الأقصى، بحيث تبدأ المسيرة في ما يسمى (ميدان سفرا) وتنتهي عند باب الرحمة داخل الأقصى .
 
 
محافظ القدس يدعو الى شد الرحال الى الاقصى ...
 
وشدد عدنان غيث محافظ العاصمة المحتلة على أهمية الانتباه واليقظة والحذر وشد الرحال الى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ورفد المسجد الاقصى بالمصلين خاصة في ساعات ما قبل الظهر التي تشهد اقتحامات متوالية من المستوطنين.وذلك للرد على قرارات سلطات الاحتلال الاسرائيلي الجائرة بحق مرجعيات دينية مقدسية ومسؤولين فلسطينيين ومن الاوقاف الاسلامية واهمها ابعادهم عن درة المدينة المقدسة المسجد الاقصى المبارك .
 وأدان غيث حملة الإبعادات التعسفية عن المسجد الأقصى، التي تشنها سلطات الإحتلال وأذرعها المختلفة بحق المواطنين الفلسطينيين عامةً ورجال الدين وحراس المسجد الأقصى، والتي كان اخرها قرار إبعاد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامي الشيخ عبد العظيم سلهب عن الأقصى لمدة 40 يوماً، وحراس وسدنة المسجد ومواطنين اخرين في تصعيد خطير يستهدف حرمان المصلين المسلمين من الوصول الى المسجد، وضرب دور الأوقاف الإسلامية في رعايته والدفاع عنه.
وأكد أن محاولات تفريغ المسجد من المواطنين الفلسطينيين والمصلين المسلمين تندرج في إطار مخططات الإحتلال الرامية لتكريس التقسيم الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانياً، وتأتي في إطار عمليات التهويد المتواصلة والأسرلة بحق المدينة المقدسة بشكل عام.
واوضح أن المتابع للسياسة الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والمصلين  يدرك تماماً أن حقيقة ما ترمي إليه سلطات الاحتلال من الاستهداف الدائم للمسجد الأقصى والمتعبدين هو إحكام السيطرة عليه، وتجريده من طابعه الإسلامي المحض زمانيًا ومكانيًا؛ ويدرك تماماً أن المسجد الأقصى في خطر داهم.
وأكد أن معركة الأقصى لن تنته الا برفع سلطات اتلاحتلال يدها عن كامل تراب واروقة وابنية المسجد الاقصى والعودة الى " الستاتيكو" المعمول به والذي يؤكد احقية دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس فقط في ادارة هذا المكان المقدس محذرا من محاولات اجهزة الاحتلال الامنية والسياسية المختلفة الانتقام من ابناء الشعب الفلسطيني واهالي مدينة القدس على وجه الخصوص عندما افشوا مخططات السيطرة على المسجد الاقصى عبر مشروع البوابات والكاميرات التي وضعتها سلطات الاحتلال يوم 14 تموز من العام 2017 . 
وأوضح أنه وبعد فشل سلطات الاحتلال في تحقيق التقسيم المكاني للمسجد الأقصى بفضل التحرك الشعبي والموقف الصلب للقيادة الفلسطينية وردود الفعل الدولية والإسلامية تواصل هذه السلطات محاولاتها لتحقيق هذا المخطط من خلال اجراءات تعسفية تمس وتخالف ابسط القواعد والمواثيق والاعراف الانسانية والحقوق المشروعة وفي مقدمتها حق العبادة وهو ما يجب العمل على إفشاله.
 
المفتي : عنجهية تأتي ضمن سياسة الارهاب العنصري...
 
وأدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، حملة الإبعاد التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق علماء المسجد الأقصى المبارك وحراسه والمرابطين فيه، والشخصيات الدينية والوطنية.
وقال المفتي إن هذه العنجهية تأتي ضمن سياسة الإرهاب العنصري الممارس بحق الفلسطينيين عامة، والمقدسيين بشكل خاص، لمنعهم من التصدي لمخططات الاحتلال التهويدية للمدينة المقدسة ومقدساتها، ليسهل تهويدها وطمس معالمها العربية والتاريخية.
وأهاب بالمجتمع الدولي الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومقدساته وشخصياته الدينية والوطنية، وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار، داعياً المسلمين من مختلف أقطار العالم لتكثيف تواجدهم في المسجد الأقصى المبارك وشد الرحال إليه، للحيلولة دون فرض واقع جديد عليه.
 
 
ادعيس : المقدسيون سطروا اروع امثلة الفداء ...
 
 بدوره قال وزير الأوقاف الشيخ يوسف ادعيس، إن شهر شباط الماضي شهد انتصارا فلسطينيا آخر بالصلاة في مصلى باب الرحمة وابقاء ابوابه مفتوحة، وسطر المقدسيون الصامدون على أرضهم والمرابطون في مدينتهم، أروع أمثلة الفداء والدفاع عن أولى القبلتين رغم  جبروت الاحتلال وسياسته التهجيرية والترحيلية والقهر والاعتقال والقتل والاستيلاء على العقارات والممتلكات والارض.
وأضاف في تقرير عن مجمل الاعتداءات خلال شباط الماضي، أن الاحتلال دنس واعتدى على المسجد الاقصى اكثر من 30 تدنيسا واقتحاما؛ من وزراء وعصابات مستوطنين وطلاب معاهد تلمودية ومخابرات، وواصل حصاره له وسياسته الرامية لتقسيمه وسط حمايته لقطعان المستوطنين المقتحمين للمسجد.
وواصل الاحتلال تعديه ومنعه لرفع الأذان في المسجد الابراهيمي، الذي بلغ 44 وقتا في شباط الماضي، ومجمل الاعتداءات بلغت 127 اعتداء شملت الأقصى والابراهيمي والمساجد، والمقابر.
وشهد شهر شباط حربا احتلالية شرسة على باب الرحمة وما تبعه على المقدسيين ورجالات الدين وحملة اعتقالات وإبعادات طالت رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ونائب مدير الأوقاف في القدس الشيخ ناجح بكيرات، ومدير دائرة الوعظ والإرشاد في دائرة الأوقاف بمدينة القدس المحتلة الشيخ رائد دعنا، وأكثر من 120 مقدسيا آخرين.
وقال ادعيس إن باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وغير قابل للتفاوض أو التقسيم أو المشاركة، منددا بشدة سياسة الاحتلال الرامية لاقتطاعه لصالح مشاريع استيطانية، وسياسة الابعاد بحق مجلس الاوقاف وابناء القدس.
ومارس الاحتلال خلال الشهر الماضي أقصى درجات الارهاب بحق المصليين والمرابطين وأهل القدس، وهاجمت قوات الاحتلال المصلين في ساحات المسجد الاقصى وطلبة المدارس الشرعية وأجبرتهم على الخروج من ساحات المسجد، وصعدت من ملاحقتها لكل من يتواجد بمنطقة باب الرحمة.
ورصد تقرير الاوقاف قيام الاحتلال بإطلاق ثلاث طائرات شراعية حلقت فوق المسجد الاقصى المبارك، في تحد واستفزاز جديدين، وواصل الجانب العسكري والسياسي اقتحامهم للمسجد عبر قائد شرطة الاحتلال ومجموعة من كبار ضباطه ومذيعة تلفزيونية، وقيام ما يسمى وزير الزراعة يتقدم مجموعة مستوطنين باقتحام الأقصى مرتين وقام بتصوير مصلى باب الرحمة، والحاخام المتطرف يهودا غليك على رأس مجموعة من المستوطنين المتطرفين، وتجول ومن معه في المسجد وصوّر منطقة باب الرحمة، واقتحم مستوطن مقبرة باب الرحمة وخط شعارات عنصرية على السور، إضافة الى عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال اقتحمت مصلى الرحمة وشرعت بتصوير المصلين بداخله.
وواصل الاحتلال حصاره للمسجد وللمصليين، وتأمينه لسوائب المستوطنين من اقتحامهم للمسجد وساحاته، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال، إضافة الى الدعوات عبر غلاة التطرف ومنظمات الهيكل المزعوم لتكثيف الاقتحامات .
وشهد  شهر شباط العديد من الاعتداءات على المساجد وشعارات معادية للعرب وأخرى عنصرية على جدران مسجد بلدة دير دبوان شرق رام الله، واقتحام مسجد جمال عبد الناصر من قبل مجموعة من المستعربين الذين دنسوا المسجد برفقة مجموعة من الكلاب، وفي العيسوية بعد محاولتها اقتحام مسجد الأربعين قوات الاحتلال اعتلت سطحه قبيل صلاة الجمعة، لمصادرة صورة شهيد الحركة الأسيرة والعلم الفلسطيني الذي عُلق على جدرانه.
ورصد التقرير قيام ما تسمى بلدية الاحتلال الاسرائيلي بتعليق لافتات في محيط مقبرة مأمن الله الإسلامية للإعلان عن مخططها بشق شارع داخل المقبرة، وذلك في إطار حملتها المحمومة للسيطرة التامة على المقبرة واقتلاعها كما يحصل بمقبرة باب الرحمة.
وفي الخليل وفي الذكرى الاليمة للمجزرة الرهيبة التي لحقت بالمصلين بداخله، ما زال الاحتلال يمعن في تهويد المكان والزحف المتواصل للسيطرة عليه، وشهد هذا الشهر قيام الاحتلال بمنع الاذان لـ44 وقتا، ومستوطنون متواجدون في القسم المغتصب من المسجد الابراهيمي اعتدوا على صلاحيات موظفي الحرم، وقاموا بتركيب جبة حجر وخلع لبلاط قديم امام اليوسفية في الساحات الخارجية، واعتدت قوات الاحتلال بقوة على مسيرة الذكرى الاليمة لمجزرة الابراهيمي.
وفي نابلس، أمنت قوات الاحتلال الاسرائيلي لعدد من الحافلات التابعة للمستوطنين اقتحام قبر يوسف قرب مخيم بلاطة، وقاموا بأداء الصلوات الدينية والطقوس التلمودية.
 
 
الاردن يتابع بقلق ...
 
 من ناحيته قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبد الناصر أبو البصل: إن وزارته تتابع بقلق شديد ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي من إجراءات تعسفية ضد حراس المسجد الأقصى المبارك، واصدار قرارات إبعاد بحق عدد منهم لمددٍ تراوحت بين أسبوع وستة أشهر، بحجة فتحهم مصلى باب الرحمة خلال الأيام الماضية.

وأكد أن الاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، اعتداءات ممنهجة وتعسفية، ومحاولة لتفريغ المسجد الأقصى المبارك من الحراس والعاملين أمام المقتحمين من المستوطنين اليهود، مبينا أن هذا التصعيد له ضرر بالغ وتعطيل لعمل دائرة أوقاف القدس مشيرا الى أن جميع العاملين في دائرة أوقاف القدس وحراس المسجد الأقصى المبارك ومجلس أوقاف القدس يتبعون إدارياً لوزارة الأوقاف، وأن دائرة أوقاف القدس هي الجهة الوحيدة صاحبة الصلاحية لإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك كافة، ولا تخضع في ذلك لسلطة الاحتلال ولكل ما يصدر عنه . 



Designed and Developed by