القدس / وفا / نديم علاوي
يعالج 24 رجلا من إدمان المخدرات والكحول والعقاقير الطبية التي وقعوا في شركها، في جمعية الهدى للتأهيل التي افتتحت مطلع الأسبوع الجاري في بلدة جبع شرق مدينة القدس المحتلة.
مركز جبع هو الثاني لجمعية الهدى، بعد مركز مخيم شعفاط، يعملان في محافظة القدس لمحاربة الادمان على المخدرات والكحول التي يسعى لانتشارها بين أوساط المقدسين.
ويأمل القائمون على الجمعية أن يساهموا عبرها في التخفيف من متعاطي المخدرات خصوصا من سكان ضواحي القدس ومن مختلف أرجاء الضفة الغربية خصوصا أنها تقع ضمن المناطق المصنفة "ب".
ويشير (س.ص) احد المدمنين الذين يتلقون العلاج في مركز جبع، الى تحسن حالته بعد تلقيه لجزء من العلاج.
ويقول: "بدأت قصتي بتناول جرعة بسيطة من الكحول وصولا إلى الإدمان الكبير عليها، ما تسبب بخسارتي لممتلكاته وعملي وأسرتي، لكني وجدت في الجمعية أملا للعودة الى حياتي".
ويسرد (ع.س)، قصته مع تناول أنواع مختلف من المخدرات لسنوات طويلة مثل "الهايدرو"، مضيفا: "كان بحثي عن المخدرات وتعاطيها، هو شغلي الشاغل، لكن الوضع تغير اليوم".
ويبين المقدم في هيئة مكافحة المخدرات منتصر رشيد، ان مادة الهايدرو، او المعروفة في بالأردن بـ"الجوكر" هي من اخطر المواد المخدرة وهي مواد كيماوية يضاف الها سم الفران ومواد حشرات اخرى، معتبرها اسوء المواد المخدرة.
ويوضح رشيد انه سجل العام الماضي 2018، 2567 حالة تعاط تم ضبطها، في 2132 قضية من قضايا ضبط مخدرات، معظمها قضايا تعاط وادمان، 78 من الزارعين، و95 من المروجين، 238 تاجرا، مبينا ان تقرير عام 2018 لم ينشر بعد.
من جانبه، يؤكد المدير العام للجمعية أحمد حجازي، أن الجمعية تتعامل مع ثلاثة انواع من حالات الادمان التي تنقسم الى الادمان على: المخدرات، والكحول، والعقاقير طبية، مشيرا الى انه يتم استقبالهم في جبع بعد الانتهاء من المرحلة الاولى لشفائهم في مخيم شعفاط بضواحي القدس.
وعن فكرة تأسيس الجمعية يقول حجازي، بدأت فكرة انشاء الجمعية منذ عام 2000 في منطقة النبي موسى بمحافظة أريحا، وذلك بفضل مرسوم رئاسي، صدر آنذاك من قبل الشهيد الرمز ياسر عرفات، وضم 14 غرفة، وتم الاتفاق على ان يكون هذا المركز لعلاج المدنيين بشكل دائم.
ويتابع حجازي: ان المركز الآخر التابع للجمعية في مخيم شعفاط يقوم باستقبال الحالات في أول مرة، لدراسة الحالة والتعامل معها من قبل مختصين، للتخلص من الاعراض السحابية التي تصاحب المدمن بعد التوقف عن التعاطي، وان من يصل الى مركز الجمعية في جبع، يتم التعامل معه كمعافى، ويتم تجهيزه لعدة جلسات يومية حتى تحسين حالته المرضية، وتتنوع بين جلسات ارشاد وتوجيه نفسي واجتماعي، بالاضافة الى خلق الوازع الروحي لدى المعافين.
ويضيف: ان المنطقة المناسبة كانت قرية جبع، وتوفر لنا قطعة أرض بمساحة 3 دونمات، ويشمل مخطط الترخيص بناء يتكون من 3 طبقات، الجاهز منها طابق الاول، والثني قيد التشطيب، والثالث سيستكمل بناؤه مستقبلا، حيث يضم الطابق الاول 5 غرف، 3 منها للتأهيل، وغرفة للغسيل، والاخيرة غرفة الادارة.
ويتابع: ان الجمعية حاليا تعمل على خطط مستقبلية تتضمن، اعطاء جلسات جديدة للمتعافيين تتضمن خلق الوازع الروحي بعقد جلسات دينية، وتوفير مكان خاص للأناث المتعافيات من المخدرات في الطابق الثاني من المركز، بالاضافة الى التنسيق مع جهات مختصة منها وزارة العمل لخلق فرص عمل للمتعافين، ليعيشوا حياة تخلو من الادمان.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ووزير شؤونها عدنان الحسيني، اعتبر في كلمة له بافتتاح المركز أن ذلك هو عنوان للإصرار والتحدي الذي يتميز به المقدسيون في صراعهم مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي لم يدخر جهدا في اتخاذ أساليب جديدة لزعزعة النسيج الاجتماعي في مدينة العاصمة المحتلة، وذلك من خلال مساهمته الفاعلة في ترويج المخدرات بين الشباب المدينة بهدف إتلاف أموالهم وجرهم إلى الضياع والدمار، وإبعاد أنظارهم عن الأخطار التي ترمي إلى تهويد مدينتهم.
ويشير الحسيني إلى وجود سياسة إسرائيلية منظمة هدفها الأول ترويج المخدرات بكافة أنواعها بين شباب ورجال المدينة، وتسهيل وصول هذه المواد المخدرة إلى أحياء ومخيمات المدينة، لافتا إلى أن الاحتلال يهدف من وراء ترويجه للمخدرات إلى تخريب جيل الشباب وأهالي المدينة بهدف صرف أنظارهم عن القضايا التي تحيط بالمدينة المقدسة وعلى رأسها مقاومة الاحتلال.
من جانبه، يؤكد نائب محافظ القدس رئيس اللجنة المقدسية العليا لمكافحة المخدرات عبد الله صيام ان الهدف الرئيس من وراء هذا المركز حماية المجتمع حيث اتى بعد استشعار المسؤولين محاولات الاحتلال الى تقويض المجتمع المقدسي لأنه يدرك ان المجتمع المعافى يستطيع ان يعمل ويقدم من اجل قضيته الوطنية وعاصمته الابدية لذلك اخذ يعمل بكل مستوياته على ضرب المجتمع المقدسي وزرع الامراض فيه لتسهل عليه تمرير سياساته التهويدية .
من ناحيته، يشير الوكيل المساعد للشؤون الطبية في المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار (بكدار) رائد عنبتاوي الى ان هذا المشروع يأتي كأحد أهم المشاريع الضرورية لدعم مدينة القدس واسنادها ولتعزيز صمود المواطن المقدسي والارتقاء به لمواجهة التحديات لافتا الى كلفة المشروع الاجمالية، الذي تم تنفيذه من خلال مجلسه، والبالغة 500 الف دولار شملت بناء وتشطيب المبنى المكون من طابقين بمساحة 800 متر مربع اضافة الى الاعمال الخارجية من اسوار وساحات معبدة وهي ضمن اتفاقية مع البنك الاسلامي للتنمية بهدف تقديم العلاج والارشاد وتأهيل المدمنين على المخدرات ونشر التوعية والارشاد والوقاية من هذه الافة بين الشباب من كلا الجنسين لافتا الى مشاريع مختلفة اشرف مجلسه على تنفيذها في العاصمة المحتلة تعنى بشؤون الشباب .