دولة فلسطين
محافظة القدس
المقدسيون يفرضون سيادتهم في العاصمة المحتلة
وعلم فلسطين يتصدى لأعلام الاحتلال في مسيرة الأعلام الاستيطانية

واغتيال الإعلامية "شيرين أبو عاقلة" واستشهاد الشاب "وليد الشريف" متأثرًا بجروحه

ورصد (403) حالات اعتقال و(16) عملية هدم و(10468) مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر أيّار للعام 2022

 
 
أصدرت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس لشهر أيّار 2022، لخّصت فيه مجمل الانتهاكات التي رُصدت خلاله.
 
وفي أيّار كما كل أيّار يثبت المقدسي صموده وبقائه في وجه عنجهية المحتل، الذي يهدف لتفريغ المدينة المقدسة وتهويدها، ففي الأمس واجه المقدسي مسيرة الأعلام التهويدية، وحلّق علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس في مشهد أذهل العالم، وكان قد سبقها في منتصفه تشييعه لجثمان الشهيده الصحفية "أبو عاقلة" في مشهد مهيب أعاد لأذهان العالم جنازة الراحل فيصل الحسيني المهيبة قبل 21 عام.
 
كان من أبرز الأحداث التي تصدرت الانتهاكات الإسرائيلية لهذا الشهر، اغتيال الصحفية "شيرين أبو عاقلة" والذي كان أكبر دليل على عنجهية الاحتلال ومخالفته كافة القوانين والاتفاقات الدولية، وانتهاك واضح لإسكات صوت الحقيقة.
 
ولم يقتصر الأمر على اغتيالها فحسب، بل استفحل في شراسته، ليجتاح الجنازة، ويواجه كل الأكتاف التي حملت نعشها إلى مثواها الأخير، حيث أصبحت شراسته تواجه الفلسطيني حيًا وميتًا. عدا عن الاعتقالات والإصابات التي تخللت المسيرات التي خرجت منددة باغتيال الصحفية أبو عاقلة.
 
وفي السياق، اغتالت قوات الاحتلال الشاب المقدسي " وليد الشريف" في الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من تقديم الإسعافات اللازمة له في حينه، وتُرك ينزف، ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بذلك بل اعتقلته لتعلن في 14 أيّار عن استشهاده، حيث تم تسليم جثمانه الطاهر بعد يومين من استشهاده. واعتدت على المشييعين في جنازته.
 
الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة لا تسكت، ولا يتوانى الاحتلال إلّا أن يقدم كل يوم صورة من صور توحشه واغتصابه لكل ما هو مقدسي، حيث انطلقت في 29 من أيّار مسيرة الأعلام بمشاركة آلالاف من المستوطنين المتطرفين، والتي ترتبط باحتلال الجزء الشرقي من المدينة المقدسة التي أطلقت سلطات الاحتلال عليه "يوم القدس"، وكانت قد بدأت مسيرة الأعلام في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها لم تكن تمر من باب العامود، بل كانت تمر من خلال باب الخليل، وهو الباب الأقرب من أبواب القدس القديمة، إلى القدس الغربية. ولاحقًا، تمت إطالة مسار المسيرة لتمر من باب الأسباط، أحد أبواب البلدة القديمة، والتي منعت الشرطة الإسرائيلية في السنوات 2010-2016 هذا المسار، بسبب تكرر المواجهات مع الفلسطينيين، فتم إلغاء هذا المسار نهائيًا. ومنذ سنوات، بدأت أعداد المشاركين بالمسيرة، المارين من خلال باب العامود، تزداد.
 
أما فيما يتعلق باعتداءات المستوطنين، فخلال شهر أيّار نفذّ المستوطنون (84) اعتداءً تخللها (15) اعتداءً بالإيذاء الجسدي، وتركزت هذه الاعتداءات خلال ما تسمى "مسيرة الأعلام" التي أقامها المستوطنون في 29 أيّار.
ورصدت محافظة القدس خلال شهر أيّار الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضدّ الفلسطينين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، حيث تم رصد نحو (320) إصابة نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط، والحروق والكسور والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، ومئات الإصابات بالاختناق.
 
وأما بخصوص التحديات والاقتحامات للمسجد الأقصى، رصدت محافظة القدس اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى المُبارك خلال شهر أيّار، إذ اقتحم (10468) مستوطناً، من بينهم (5119) تحت مسمى "سائح"، باحات المسجد الأقصى المُبارك بمساندة قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح.
 
وبالمقارنة مع شهر أيّار/2021، الذي رصد فيه اقتحام (1205مستوطنًا) لباحات المسجد الأقصى المُبارك، نلاحظ تضاعف في أعداد المقتحمين في شهر أيّار للعام الجاري بفارق كبير يصل لنحو ثمان أضعاف.
أما في بند الاعتقالات، خلال أيّار، رُصد نحو (403) حالة اعتقال من بينهم (20) سيدة، نُفذت من قِبل قوات الاحتلال لمواطنين في محافظة القدس.
 
وفي إطار قرارات محكمة الاحتلال العنصرية، أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (11) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (2) حكمًا بالاعتقال الإداري، كان أعلاها الحكم بالسجن لمدة 8 سنوات وغرامات مالية بحق الأسير "محمد حاتم أبو الهوى ".
 
كما تم رصد خلال شهر أيّار، (35) قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتهم سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين بهدف تقييد حركتهم. كان من بينهم الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام وكفالة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل بحق أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور بعد اعتقاله خلال نقل جثمان الشهيدة أبو عاقلة للمستشفى الفرنسي. كما أصدرت سلطات الاحتلال قرارات بالإبعاد والمنع من السفر، طالت نحو (41) مواطن، من بينها قرارين إبعاد عن مدينة القدس بشكل نهائي طالت المواطنين "منصور أبو غربية" و"مراد العباسي". كما وسلّمت خطيب المسجد الأقصى الشيخ "عكرمة صبري" قرارًا موقعًا من وزير داخلية الاحتلال، يقضي بمنعه من السفر لمدة 4 أشهر.
 
واصلت سلطات الاحتلال عمليات الهدم في القدس بعد تجميدها لمدة شهر ونصف تقريبًا، ونفذّ خلال أيّار (16 عملية هدم)؛ منها (6) عمليات هدم قسري ذاتي، و(10) عمليات هدم نفذتها آليات الاحتلال. كما وسلّمت إخطارات هدم وبلاغات مراجعة لبلدية الاحتلال في عدة أحياء وبلدات في القدس المحتلة، منها إخطارات هدم لمنازل في حَيّ وادِ ياصول ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المُبارك.
 
وأعلنت سلطات الاحتلال عن الاستيلاء على (22 ألف دونم)، من أراضي بلدة السواحرة الشرقية، والنبي موسى جنوب مدينة أريحا، في منطقة واد المكلك التي تمتد من شرق القدس حتى البحر الميت تحت مسمى "محمية طبيعية". وأعلنت أيضًا عن مصادرة ما مساحته (54 دونمًا) من أراضي بلدة الطور لشق طريق استيطاني يُعرف باسم "الشارع الأمريكي".
 
 وفيما يخص ملف الأسرى تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي التنكيل بالأسرى والاعتداء عليهم بشكل مستمر، وخلال أيّار واصل الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال، مقاطعتهم للمحاكم الإسرائيلية، للمطالبة بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري تحت شعار "قرارنا حرية". ويذكر أنه بدأ في 1 يناير/كانون الثاني الماضي. وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون بأن الأسرى الإداريون لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقًا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
 
وفي ذات السياق واصل الأسير "رائد ريان" من بلدة بيت دقّو شمال غرب القدس المحتلة إضرابه المفتوح عن الطعام مُنذ السادس من شهر نيسان، رفضاً لاعتقاله الإداري.
 
وفي ملف سياسة الإهمال الطبي المتعمد أعلنت ما تُسمى بالمحكمة العليا التابعة للاحتلال في الـ27 من أيّار، رفضها التماسًا قدمته "جمعية أطباء لحقوق الإنسان"، لإجراء عملية جراحية بالأنف للأسيرة المقدسية "إسراء جعابيص"، رغم توصية الأطباء على أن هذا العلاج يعدّ علاجا طبيًا ضروريًا لها. ويذكر أن قرار المحكمة جاء تلبية لرفض مصلحة سجون الاحتلال تمويل العملية الجراحية للأسيرة "جعابيص".
 
وفيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية بحق المؤسسات، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، كان أبرهاز في أيّار، الاعتداء على حرم المستشفى الفرنسي والعاملين فيه من طواقم طبية خلال تشييع جثمان الشهيدة "أبو عاقلة"، وكذلك اقتحامهم لكنيسة اللقاء في بيت حنينا التي أقيم فيها بيت عزاء الشهيدة "أبو عاقلة"، واعتداءهم على المتواجدين في بيت العزاء عدة مرات في محاولة لإزالة العلم الفلسطيني من المكان.
 
كما رصدت محافظة القدس المشاريع الاستيطانية الهادفة لتهويد المدينة المقدّسة وطمس كل ما هو فلسطيني فيها، حيث کشفت شركات استيطانية خاصة وأخرى مرتبطة ببلدية الاحتلال في القدس المحتلة النقاب عن قرار من ما تُسمى "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" بتوسيع مستوطنة "جبل أبو غنيم" الواقعة على حساب نحو 90 دونمًا من أراضي بلدتيْ صورباهر وأم طوبا. وتهدف هذه التوسعة إلى بناء 344 وحدة استيطانية جديدة.
 
كما صادقت ما تُسمى "محكمة الاحتلال العُليا" على إقامة خط لمشروع "القطار الهوائي" في مدينة القدس، بعد رد جميع الالتماسات التي قُدمت ضده. ويُشار إلى أن المشروع سيؤثر على سكان حَيّ وادِ حلوة والعائلات التي سيمر القطار من فوقها، وسيصادر الملكيات الخاصة لصالح إقامة الأعمدة والكوابل الخاصة به، وسيعمل على ضرب الحركة التجارية في البلدة القديمة ومنطقة باب العامود –المدخل التجاري الرئيسي– من خلال ربط القادمين للبلدة بخط القطار وباب المغاربة.
 

ومن ضمن المشاريع التي تعتزم بلدية الاحتلال تنفيذها، إقامة مشروع تهويدي في ما تُسمى مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة. وهو عبارة عن "مركز مؤتمرات لجذب حوالى "3000 زائر" بالقرب من المجمع الفندقي في المنطقة. 

 

 

للاطلاع على التقرير بالكامل اضغط هنا



Designed and Developed by