دولة فلسطين
محافظة القدس
محافظ القدس وحالة من التحدي عاشها منذ تبوءه المنصب الجديد

 
 
القدس /  أصدر ما يسمى "قائد المنطقة الوسطى" اواسط تشرين ثاني الماضي قرارا عسكريا بحق محافظ القدس عدنان غيث، يقضي بمنعه من الدخول أو التواجد في مناطق الضفة الغربية لمدة ستة شهور، بدعوى التحريض وتشكيل خطر على "أمن الدولة"، وإعطائه 72 ساعة للاعتراض على القرار، واستدعائه لاستكمال التحقيق.
 وقال المحافظ غيث إنه تلقى استدعاء لمراجعة مخابرات الاحتلال في مركز تحقيق "المسكوبية" وهناك أبلغ بالقرار.
كما كان قائد المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال قد اصدر قرارا بمنع محافظ القدس عدنان غيث من التواجد أو الحضور أو الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر مع مجموعة من الشخصيات الوطنية الفلسطينية.
 
سلسلة اعتقالات وممارسات احتلالية ...
 يشار إلى أن غيث تعرض للاعتقال مرات عدة حيث تعرض للاختطاف من داخل مركبته في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة في العشرين من تشرين اول الماضي، وتوقيفه لعدة أيام، ثم إعادة اعتقاله من نادي سلوان الرياضي، وألافراج عنه بعد يومين، وأبعاده عن القدس إلى منطقة وادي الجوز واصدرت بحقة قرارا بالحبس المنزلي لمدة سبعة أيام وغرامة مالية قدرها 20.000 ألف شيقل وما تبعه من ملاحقة واقتحام لمقر محافظة القدس، واستدعاء موظفي المحافظة وموظفين آخرين في السلطة الوطنية الفلسطينية، ومصادرة أوراق ومستندات على الأقراص الصلبة من أجهزة الحاسوب واعتقاله من جديد في تشرين ثاني عقب دهم منزله في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة، واقتياده الى أحد مراكز التوقيف والتحقيق في المدينة.
ويعتبر هذا الاعتقال، هو الثالث من نوعه لمحافظ القدس منذ تبؤءه منصبه الجديد محافظا للعاصمة المحتلة ، وذلك بعد أن اعتقلته قوات الاحتلال نهاية الشهر الماضي، ليتم الإفراج عنه بعد حوالي أسبوع.
كما فرضت سلطات الاحتلال حظر السفر والتنقل على وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، والمحافظ غيث، وحرمانهما من الحق في السفر.
وفي الاول من كانون اول الماضي قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، الإفراج عن محافظ القدس عدنان غيث، و9 من نشطاء وكوادر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الذين تم اعتقالهم لمدة اسبوع .
ومن جملة ممارسات الاحتلال بحق القيادات المقدسية اقتحام طواقم متعددة تابعة لسلطات الاحتلال تابعة لبلدية الاحتلال في المدينة، وأخرى تابعة لضريبة الأملاك "الأرنونة"، وأخرى تابعة لدائرة الأراضي، بحراسة قوات الاحتلال ،تحرسها قوة عسكرية معززة، منزل محافظ القدس عدنان غيث في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى ومنزل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني  وأخذت مقاسات المنزلين .
 
 
ردود فعل رسمية تدين ممارسات الاحتلال ...
وكانت دائرة الدبلوماسية والسياسات العامة بمنظمة التحرير الفلسطينية ادانت اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي، محافظ القدس، عضو المجلس الثوري لحركة فتح عدنان غيث للمرة الثالثة خلال شهر.
ولفتت الدائرة في بيانها، إلى إجراءات سلطات الاحتلال التعسفية المتواصلة بحق الشخصيات المقدسية الوطنية، بما فيها فرض قيود على حركة كل من عضو اللجنة التنفيذية عدنان الحسيني، ومحافظ القدس عدنان غيث، وحرمانهما من الحق في السفر، وحظر تواصلهما مع قيادات ومؤسسات دولة فلسطين، ووصفتها بغير المسؤولة والمنافية لجميع الأعراف الدولية والإنسانية.
وأشارت إلى أن هذه السياسة الاستبدادية تأتي تطبيقا لنهج دولة الاحتلال القائم على التطهير العرقي والتهجير القسري في القدس، ومواصلة حصار المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها وصولا الى إفراغها من سكانها الأصليين، وتهويدها وتغيير معالمها الديموغرافية والجغرافية والتاريخية.
وطالب الدائرة دولة الاحتلال بالإفراج الفوري عن غيث، والتراجع عن جميع القرارات المجحفة بحق القيادات المقدسية والتوقف عن استهداف قيادات الشعب الفلسطيني، والمجتمع الدولي بضرورة إلزام إسرائيل بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومحاسبتها ومساءلتها على انتهاكاتها وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا.
 
حكومة الوفاق الوطني : جريمة جديدة بحق ابناء شعبنا ..
من ناحيتها أدانت حكومة الوفاق الوطني الحملة التي تتعرض لها القيادات المقدسية وابرزها اختطاف محافظ القدس عدنان غيث واعتقال مدير مخابرات القدس العقيد جهاد الفقيه، وكوادر من حركة فتح ومنع وزير شؤون القدس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني من السفر واعتبرته "جريمة جديدة بحق أبناء شعبنا، وقيادته، وبحق عاصمتنا الأبدية، مدينة القدس العربية المحتلة".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: إن قوات الاحتلال تهدف الى مزيد من التأجيج والتصعيد في المشهد برمته، والى الاستمرار في عزل عاصمتنا مدينة القدس العربية المحتلة عن محيطها الطبيعي، وتعتقد انها بهذه الإجراءات يمكن ان تؤثر على تمسك شعبنا وقيادته بالقدس عاصمة ورمزا يرتبط بوجود شعبنا وهويته الوطنية وانتمائه القومي وقدسية المكان.
وأكد ان حكومة الاحتلال تستغل الصمت الدولي ودعم الادارة الأميركية بقيادة ترمب، وإشغال الإقليم وبعض اجزاء وطننا العربي بالاضطرابات الدامية المفروضة عليه، والمشاكل التي تنتج عنها، وذلك من أجل فرض الاوهام الاحتلالية الزائفة على الواقع العربي الفلسطيني الحقيقي والطبيعي، وخصوصا في كل ما يتصل بعاصمتنا المحتلة مدينة القدس.
وأضاف المتحدث الرسمي: شعبنا البطل وفي مقدمته قيادته مصمم على الاستمرار في كفاحه، ونضاله المجيد، من أجل نيل حقوقه التي اقرتها الشرعية الدولية، في إنهاء الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
 
الحسيني : لن نقف مكتوفي الايدي في خدمة ابناء مدينتنا ..
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة القدس ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني، إن اعتقال محافظ القدس عدنان غيث، ومدير مخابرات القدس العقيد جهاد الفقيه وكوادر حركة فتح ، يندرج في إطار استهداف الوجود الفلسطيني في القدس واستهداف الشخصيات الوطنية المقدسية، ويجب التصدي لهذه العمليات.
وأدان الحسيني الاعتداء على الرموز المقدسية وعلى رأسهم المحافظ، مطالبا العالم بالتدخل من اجل إطلاق سراح الأسرى، ووقف الاعتداءات على المقدسيين والانتهاكات التي تستهدف المدينة المقدسة صباح مساء.
وقال الحسيني "إن ما يجري هو ضغط على المسؤولين الفلسطينيين، بعد نجاح المقاومة الشعبية السلمية في التصدي لمخططات الاحتلال في مختلف أرجاء محافظة القدس".
وأضاف "ان المؤسسات المقدسية ستواصل عملها من أجل خدمة المقدسيين، وان أبناء شعبنا سيواصلون الدفاع عن مدينتهم مهما كلف الأمر".
 
المجلس الثوري لفتح : لن يسكت صوت القدس ...
 من جهته ادان المجلس الثوري لحركة "فتح"، اقدام الاحتلال الاسرائيلي على اختطاف عضو المجلس الثوري ومحافظ القدس العاصمة عدنان غيث.
وقال المجلس في بيان صدر عنه : انه "إذا كانت سلطات الاحتلال تعتقد بهذا الخطف انها قادره على اسكات صوت القدس او تستطيع اختطاف إرادة المناضلين فهي واهمة، وسيظل صوت القدس وكل شبر من فلسطين يتردد صداه في اتجاهات الكون بصوت الحق الفلسطيني الثابت.
وحمل المجلس الثوري، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن عمليه الخطف الجبانة، معاهدا الاخ عدنان غيث وكل المناضلين في كل المواقع، الاستمرار في صف الجماهير بإرادة لا تلين حتى يرحل الاحتلال وقطعان مستوطنيه عن ارضنا وعاصمتها الأبدية القدس .
 
 
فتح: اعتقال إسرائيل لقيادة القدس لن يوقفنا عن نضالنا ضد الاحتلال وأعوانه...
وأكدت حركة "فتح" أن اعتقال قوات الاحتلال الاسرائيلي لمحافظ القدس وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" المناضل عدنان غيث، وللعقيد في جهاز المخابرات العامة مسؤول ملف القدس المناضل جهاد الفقيه،وكوادر من الحركة في العاصمة المحتلة لن يوقف نضالنا ضد الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه وأذنابه الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والمتحدث باسمها أسامه القواسمي في تصريح صحفي مساء اليوم السبت، "إننا في حركة "فتح" سنواصل نضالنا ودفاعنا عن القدس والأقصى والقيامة، وأن الاعتقال لا يرهبنا أو يثنينا عن مواصلة الصمود والنضال وملاحقة الخونة مسربي العقارات والاملاك وتقديمهم للعدالة".
وشدد القواسمي، على أن القدس بكل ما فيها فلسطينية خالصة، وأن كل الإجراءات الإسرائيلية فيها باطلة ولاغية ولا تخلق حقا مهما طال الزمن.
من جانبه قال أمين سر حركة "فتح" في القدس شادي المطور، "إن ما جرى مع محافظ القدس ومدير المخابرات وإرسال التهديدات لعدد من قيادات حركة "فتح" بالاعتقال من اجل وقف عملها في القدس، سيفشل وان حركة "فتح" ستواصل دورها لتكون الدرع الحامي لأبناء شعبنا الفلسطيني في القدس".

وأضاف مطور، "إن ما يجري في القدس من مقاومة وتصدي لإجراءات الاحتلال الهادفة لتهويد القدس، ستتواصل رغم اعتقال الاحتلال القيادات المقدسية، وان حركة "فتح" ستكون في مقدمة المدافعين عن المدينة المقدسة ولن تسمح بتهويدها مهما كلفها ذلك من تضحيات. 



Designed and Developed by