دولة فلسطين
محافظة القدس
زار المسجد الاقصى والقيامة والبلدة القديمة وجبل البابا
مرجعيات دينية وسياسية مقدسية تطلع وفدا برلمانيا كنديا على الانتهاكات الاسرائيلية في العاصمة المحتلة

 

 
القدس / استقبل سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين وسماحة القائم باعمال قاضي القضاة الأردني الدكتور واصف البكري والشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك ونائب محافظ القدس عبد الله صيام صباح اليوم الاثنين في مدينة القدس وفدا برلمانيا كنديا يزور فلسطين حاليا لللاطلاع على حقيقة الاوضاع في اراضي دولة فلسطين المحتلة على وجه العموم والعاصمة المحتلة على وجه الخصوص والخروج بنتائج واضحة من اجل بلورة سياسة واضحة وممنهجة والاستفادة من اية فرص متاحة لاحياء عملية السلام المتوقفة وسط تصاعد حدة التوتر في المنطقة والتاثير على حكومة بلادهم من اجل الضغط باتجاه تحقيق السلام لابناء الشعب الفلسطيني .
 
وفي بداية اللقاء حذر صيام من انفجار وشيك حال استمرار الحكومة الاسرائيلية في الامعان بسياساتها العنصرية التعسفية تجاه الفلسطينيين عامة والمقدسيين على وجه الخصوص وتنكرها للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة داعيا احرار العالم ودعاة الحرية ومؤسسات حقوق الانسان الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والانسانية ازاء ما يجري في مدينة القدس والتحرك العاجل وبلورة سياسة واضحة وممنهجة للضغط على اسرائيل من اجل وقف سياساتها اللانسانية والمخالفة لكافة الاعراف والقوانين والتشريعات الدولية خاصة في مدينة القدس والتي من شأنها تقويض حل الدولتين وترحيل المقدسيين عن وطنهم وتهويد المدينة المقدسة.
 
واكد صيام على ضرورة الزام سلطات الاحتلال بوقف اجراءاتها التعسفية بحق ابناء الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقهم المشروعة التي اقرتها الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الابدية القدس الشرقية وتوفير الحماية المطلوبة للشعب الفلسطيني الاعزل ،محذرا من الانجرار وراء سياسة الخداع التي يمارسها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ودعواته الزائفة والمضللة الى السلام فيما على ارض الواقع يمعن في انتهاكاته .
 
وأدان سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق ابناء الشعب العربي الفلسطيني لافتا الى ان الهجمة الإسرائيلية المتصاعدة على الوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة، تأتي في ظل غياب أي رد فعل مؤثر ورادع من جانب المجتمع الدولي، على ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات وجرائم يومية بحق الفلسطينيين، وتقاعس المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومسائلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة والتي من شأنها تقويض حل الدولتين وترحيل المقدسيين عن وطنهم وتهويد المدينة المقدسة موضحا ان هذة السياسات الاستيطانية الاسرائيلية تهدف الى تحويل العاصمة الفلسطينية المحتلة الى مدينة يهودية خالصة عن طريق التطهير العرقي للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من وطنهم ودولتهم وبالنتيجة فان معاناة الشعب الفلسطيني ستستمر جراء سياسات الطرد الاسرائيلية والتي تمس بحقوقهم الاساسية في الحرية والامن الشخصي والممتلكات والمساواة أمام القانون والكرامة وغيرها .
 
من جانبه أشارسماحة المفتي الى بصيص الامل المتبقي لدى ابناء الشعب الفلسطيني والمتمثل في تعاظم التعاطف الدولي مع الحقوق الوطنية الفلسطينية خاصة في اوروبا وامريكا اللاتينية ما يدعو اكثر من اي وقت مضى الى ممارسة الضغوط المختلفة على الحكومة الاسرائيلية على ارض الواقع من اجل كبح جماحها مستعرضا المخاطر التي تحيط بالمقدسات الاسلامية والمسيحية وتحديدا المسجد الاقصى المبارك والذي يتعرض لهجمة غير مسبوقة وتسارع وتيرة تغيير طابعه الاسلامي والعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا ما سيعمل على اشعال حرب دينية في المنطقة مشيرا الى المخططات الاستيطانية وأهدافها المبيته في منطقة القدس موضحا ان المسجد الاقصى المبارك بمساحته ال 144 دونما مكانا اسلاميا خالصا وجزء لا يتجزأ من الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتنطبق عليه قوانين الشرعية الدولية والانظمة والقوانين ذات العلاقة مشيرا الى ان الممارسات الاسرائيلية في المدينة المقدسة ما هي الاتطهيرعرقي وخلق لنظام فصل عنصري ترفضه كافة الشرائع السماوية والقوانين الارضية .
 
واكد المفتي ان المسجد الاقصى يعتبر الشرارة التي لا تنطفىء وتشعل المنطقة تصديا للغطرسة الاستيطانية والنزعة التلمودية ، والدفاع عنه ومواجهة كافة الدعوات التي تطلقها المنظمات التلمودية المتطرفة لاقتحام هذا المكان المرتبط بعقيدة المسلمين في ارجاء الارض ووجدانهم وأكثرمن مليارعربي ومسلم ، ما يؤكد على الحق الاسلامي العربي الغير قابل للتصرف بكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس موضحا ان الحرم القدسي الشريف بات يمر بتحديات خطيرة للغاية واوقات عصيبة والدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحامه وتقسيمه في تزايد ان لم يكن بسط السيطرة عليه ومسلسل التهويد ماض على قدم وساق وبدعم مطلق من اصحاب القرار في الحكومة الاسرائيلية .
من ناحيته اطلع الشيخ عمر الكسواني الوفد الكندي على مجمل الانتهاكات الاسرائيلية للحرم القدسي الشريف والممارسات التي يقترفها قطعان المستوطنين المتطرفين بمساندة رأس الهرم في الحكومة الاسرائيلية ما يتنافى والترتيبات المعمول بها منذ احتلال المدينة المقدسة ودرتها المسجد الاقصى مشيرا الى المخططات المبيتة لهدمه واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه وبالتالي السير باتجاه اشعال فتيل حرب دينية ستأكل الاخضر واليابس في المنطقة برمتها ولن تكون اسرائيل بمنأى عنها لافتا الى مخططات الجماعات الاسرائيلية الدينية المتطرفة للمسجد الاقصى ونواياها المختلفة والتي تصاعدت في الاونة الاخيرة في استثمار واضح للظروف الدولية الحالية وخاصة اعلان الرئيس الامريكي الاخير بشان القدس عاصمة لاسرائيل وتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى بادعاء الزيارات الميدانية ومحاولات تقديم القرابين خلال الاعياد اليهودية من المسجد الاقصى وغيرها من المخططات المخالفة للقوانين الدولية .
 
وثمن الكسواني الرعاية الهاشمية الاردنية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس مبينا الموقف الاردني الواضح والراسخ والمنسجم والرؤية العربية الاسلامية والى حد كبير والرؤية الدولية من الممارسات الاسرائيلية بحق المسجد الاقصى المبارك مطلعا الوفد الكندي على عمل دائرته التابعة لوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في عمان ومشاريع الاعمار الهاشمي الذي يتم تنفيذها  في المسجد الأقصى للحفاظ على قدسية المكان واهتمام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بالقبلة الاولى للمسلمين والمحاولات الحثيثة التي يقوم بها لمنع اقتحامات المستوطنين الى باحاته ورفض كافة الممارسات التي يقومون بها وتقديم ما يلزم لاعمال الصيانة والعراقيل الاسرائيلية التي تحول دون انجاز الكثير من الاعمال التي تخص المسجد الاقصى المبارك وقدسيته .
 
بدورهما قدم كلا من فؤاد الحلاق واشرف الخطيب من دائرة شؤون المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عرضا شاملا لمراحل النشاطات الاستيطانية في مدينة القدس وحولها منذ بدء الاحتلال عام 1967 في ظل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة والتي تصاعدت وتيرتها بعهد إدارة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو حيث رافقا الوفد الكندي في زيارة الى منطقة جبل البابا في العيزرية لافتين الى حلقات الاستيطان التي شرعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي باقامتها وأهمها ما اقيم لتجزئة البلدة القديمة والاحياء الفلسطينية المجاورة لها والتي بدأت بتوسيع الحي اليهودي على انقاض حي الشرف وحارة المغاربة والاستيلاء بطرق ملتوية على عدة منازل فلسطينية في الاحياء الاسلامية والمسيحية والارمنية، وفي غضون ذلك وبالقرب من البلدة القديمة اتسع النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في حي الشيخ جراح ووادي الجوز وراس العامود وسلوان وجبل الزيتون .
 
 كذلك حلقة من المستوطنات وضعت لعزل الاحياء المحيطة بالقدس الشرقية المحتلة عن البلدة القديمة وتشمل مستوطنات رامات اشكول والتلة الفرنسية وكدمات زيون وتل بيوت الشرقية ، ومن ثم حلقة من المستوطنات وضعت لفصل القدس الشرقية المحتلة عن باقي دولة فلسطين المحتلة وتشمل مستوطنات بزجات زئيف ونفية يكووف وجفعات زئيف وراموت ومالي ادوميم وهار حوما وغيفعات هاماتوس وجيلو وهار جيلو اضافة الى مشروع (اي 1) والذي سيلتهم اكثر من 62 بالمئة من الاراضي الفلسطينية وترحيل التجمعات البدوية وعزل الفلسطينيين في كانتونات موضحين أن المخطط يأتي استكمالًا لأحد أكثر مشاريع الاستيطان والتهويد خطورة من خلال إقامة تواصل بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والكتل الاستيطانية المحيطة ومدينة القدس في سياق استكمال مخطط عزلها عن محيطها الفلسطيني في شمال الضفة وجنوبها وإحكام السيطرة عليهوهو ما يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وسيقضي على حل الدولتين الذي تبنته الاسرة الدولية .
 
وخلال زيارة الوفد لكنيسة القيامة حيث استقبلهم الاب عيسى مصلح الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية والذي اشار الى اهمية الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية وان مسيحيي فلسطين جزء لا يتجزأ من ابناء الشعب الفلسطيني موضحا ان الاعتداء على المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية يعتبر اعتداءا على المقدسات المسيحية ويعتبرمؤشرا لبداية حرب دينية .

واكد ان محاولات تغيير " الستاتيكو" المعمول به منذ العهدة العمرية ستبوء بالفشل لان الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه سيواصل النضال موحدا للدفاع عن الحرية وفي مقدمتها حرية العبادات من اجل مدينة القدس مدينة السلام معلنا رفض كنيسته لاي تغيير في وضع المقدسات الاسلامية والمسيحيةودعواتها المتكررة للعالم خاصة انصار السلام والمحبة لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني مسيحييه ومسلميه وضرورة توفير الحماية المطلوبة للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين .



Designed and Developed by