دولة فلسطين
محافظة القدس
91 عاماً على رحيل شهداء ثورة البراق

 

صادفت أمس 17/6 ذكرى (الثلاثاء الحمراء)

"لكي لا ننسى"
91 عاماً على رحيل شهداء #ثورة_البراق
أمس 17 حزيران 1930 هو الذكرى الـ 91 لإعدام سلطات الانتداب البريطاني أبطال "ثورة البراق" الثلاثة: محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.
ففي مثل هذا اليوم سنة 1930، تم إعدام جمجوم وحجازي والزير في سجن القلعة بمدينة عكا على الرغم من الاستنكارات الاحتجاجات العربية.
وبدأت قصة هؤلاء الشهداء بعدما قامت الشرطة البريطانية باعتقال مجموعة من الشبان الفلسطينيين بعد اندلاع ثورة البراق التي بدأت عندما نظم اليهود مظاهرة ضخمة في 14 أغسطس/آب 1929 بمناسبة ما أسموه "ذكرى تدمير هيكل سليمان" أتبعوها اليوم التالي بمظاهرة ضخمة في شوارع القدس، حتى وصلوا حائط البراق، وهناك راحوا يُرددون "النشيد القومي الصهيوني" بالتزامن مع شتم المسلمين.
مظاهرات تعم فلسطين
ويوم الجمعة 16 أغسطس/آب الذي وافق ذكرى المولد النبوي الشريف، توافد المسلمون ومن ضمنهم الشهداء الثلاثة للدفاع عن حائط البراق، حيث كانت هناك نية لليهود للاستيلاء عليه، فوقعت صدامات عمت معظم فلسطين.
واعتقلت شرطة الانتداب حينها 26 فلسطينياً ممن شاركوا في الدفاع عن حائط البراق، وحكمت عليهم جميعاً بالإعدام في البداية، لينتهي الأمر بتخفيف هذه العقوبة عن 23 منهم إلى السجن المؤبد، مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق الشهداء الثلاثة جمجوم وحجازي والزير.
وحددت سلطات الانتداب يوم 17 يونيو/حزيران 1930 موعداً لتنفيذ حكم الإعدام بحق الثلاثة، في وقت تحدى فيه هؤلاء الشهداء الخوف من الموت.
وكان جمجوم يزاحم الزير يريد أن يكون أول من يتم تنفيذ الحكم فيه غير آبه بالموت، وكان له ما أراد، أما عطا فطلب أن ينفذ حكم الإعدام به دون قيود إلا أن طلبه رُفض فحطم قيده وتقدم نحو حبل المشنقة رافعاً رأسه.
وقد تلقى جمجوم المنحدر من مدينة الخليل دراسته الابتدائية فيها، وعندما خرج إلى الحياة العامة عاش ظلم الانتداب، فكان يتقدم المظاهرات احتجاجاً على اغتصاب أراضي العرب، وكانت مشاركته بالثورات دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك مما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله.
وكان حجازي أصغر الثلاثة سناً وهو مولود في مدينة صفد، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الأسكتلندية، والجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه، وكانت له مشاركة فعالة في مدينته بالثورة التي عمت أنحاء فلسطين.
والزير من مواليد مدينة الخليل، وعمل في مهن يدوية عدة واشتغل في الزراعة وعُرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية، وشارك في المظاهرات التي شهدتها المدينة احتجاجاً على هجرة الصهاينة إلى فلسطين.
وسُمح للثلاثة أن يكتبوا رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام، جاء فيها "الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداءً للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن نتذكر أننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساساً لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبراً واحداً، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تُكافح حتى تنال الظفر".
وأضافوا: لنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم، وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: .. ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
وقد خلد الشهداءَ الثلاثة الشاعرُ الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته (الثلاثاء الحمراء)، وغنتها فرقة العاشقين ويقول مطلعها: كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا ع الموت أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد وصاروا مثل يا خال، طول وعرض لبلاد".
الثوار لا يموتون بل يُخلدهم التاريخ ...رحمهم الله.


Designed and Developed by