دولة فلسطين
محافظة القدس
إدانة واسعة وسط تأكيد بأن الحادث مفتعل ومخطط له
صوت الاذان يصدح من جديد بالمسجد الاقصى بعد يوم
حافل من همجية الاحتلال الاسرائيلي والاعتداء على المصلين

 

العاصمة المحتلة / أدى عدد كبير من أبناء العاصمة المحتلة، صلاة فجر الأربعاء، برحاب المسجد الأقصى المبارك، بعد إعادة فتح أبوابه التي اغلقت ظهر الثلاثاء حيث ادى المواطنون صلوات العصر والمغرب والعشاء أمام أبواب المسجد المبارك، خاصة في منطقة باب الأسباط، بعد يوم حافل من اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي على المصلين والعاملين في الأقصى ورجال الدين المسلم، ودهم مسجد قبة الصخرة، وإغلاق كافة أبواب الأقصى، واعتقال عدد من المقدسيين بذريعة قيام شبان بالقاء العاب نارية على الغرفة التي تحتلها الشرطة الاسرائيلية وتتخذها مقرا لها في قلب المسجد الاقصى المبارك .

وفي السياق ذاته، جدّدت جماعات الهيكل الارهابية المنضوية في اطار ما يسمى "اتحاد منظمات المعبد"، دعواتها لأنصارها والمستوطنين، للمشاركة الواسعة في ما أسمته "اجتياح" المسجد الأقصى صباح الخميس فيما اقتحم 139 مستوطنا، و80 طالبا من المعاهد التلمودية، صباح الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
 
وجرت الاقتحامات من باب المغاربة بمجموعات صغيرة ومتتالية، ونفذوا جولات استفزازية في المسجد، قبل مغادرته من جهة باب السلسلة . في الوقت نفسه واصلت اجهزة الاحتلال الامنية ممارساتها العنصرية بحق المقدسيين حيث فامت الاربعاء باعتقال خمسة مواطنين مقدسيين، من بلدة العيسوية وقرية الجديرة في القدس المحتلة وهم مجد علي عطا، وخالد أبو غوش، ووسيم داري، وصالح أبو عصب، بعد ان داهمت منازلهم في بلدة العيسوية وفتشتها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب بشار سائد برجس، بعد ان داهمت منزله في قرية الجديرة شمال غرب القدس، ونقلته إلى مركز أحد مراكز التحقيق.
في السياق ذاته، أفاد محامي مركز معلومات وادي حلوة للقاصرين، محمد محمود أن شرطة الاحتلال قررت الافراج عن المقدسيين: أحمد الهدرة، ومحمد الجولاني، ورشاد سعيد، بشرط الإبعاد عن البلدة القديمة لمدة ستين يوما.
وكان العشرات من المواطنين قد ادوا صلوات العصر والمغرب والعشاء الثلاثاء في الشارع الرئيسي قبالة باب الأسباط، في ظل اغلاق الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للمسجد الأقصى ومنع رفع الأذان ثلاثة أوقات منه واعتقال 5  شبان و3 سيدات.
 وكانت قوات كبيرة من الاحتلال قد اقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، كما اقتحمت مسجد قبة الصخرة واعتدت على رئيس حراس المسجد، وعدد من العاملين فيه، وأشاعت أجواء من الهلع بين صفوف النساء والأطفال، واعتدى على المصلين والحراس.
فيما أصيب ستة مواطنين واعتقل ثلاثة آخرين إثر قمع قوات الاحتلال، مئات المواطنين الذين اعتصموا قرب باب الأسباط أحد أبواب القدس القديمة احتجاجا على إغلاق المسجد الاقصى المبارك، بعد افتعال حادثة إحراق ما يعرف بمغفر الشرطة الذي تحتله سلطات الاحتلال داخل المسجد الاقصى المبارك .
 
كما اعتدت قوات الاحتلال على الطواقم الطبية قرب باب الاسباط بالقدس المحتلة ومنعتهم من التواجد في المكان .
ابو البصل : انتهاك خطير لجميع الواثيق والقوانين الدولية :
وحمل وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الأردني عبد الناصر أبو البصل، السلطة القائمة بالاحتلال مسؤولية ما جرى في المسجد الأقصى المبارك، واعتبره انتهاكا خطيرا لجميع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية.
وقال أبو البصل، في بيان صحفي إن الأوقاف تتابع لحظة بلحظة وباهتمام شديد الأحداث التي تجري في المسجد الأقصى من افتعال أحداث وإيجاد مبررات لتفريغ المسجد من المصلين والمرابطين وإغلاق بواباته والاعتداء بالضرب من قبل شرطة الاحتلال على العاملين في الأقصى والاعتداء على النساء والرجال العزّل وإغلاق المسجد الذي أُعد للصلاة وللزيارة، وهو ما يشكل اعتداء صارخا على الحريات الدينية وأمر مرفوض ويسعى الاحتلال من ورائه إلى تأجيج الصراع الديني في المنطقة.
وشدّد وزير الأوقاف الأردني، على حرمة وقدسية المسجد الأقصى المبارك عند المسلمين جميعاً ووصف الاعتداء عليه أنه اعتداء على جميع المسلمين، وأن أي اعتداء على أي جزء من المسجد الأقصى المبارك أو العاملين به يمس الأمة الاسلامية كافة، ويوحدها جميعاً لحماية قبلة المسلمين الأولى ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه للمساوات العلى .
الرئاسة تدين التصعيد الإسرائيلي وتحذر من تداعياته
وأدانت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى، محذرة من التداعيات الخطيرة التي يتسبب بها هذا التصعيد العدواني ضد المواطنين الفلسطينيين والمصلين داخل المسجد الاقصى المبارك، والاعتداء من قبل جنود الاحتلال على النساء داخل قبة الصخرة المشرفة.
 
ودعت الرئاسة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمنع التصعيد في المسجد الاقصى المبارك نتيجة إمعان قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في انتهاك حرمة المسجد واستفزاز مشاعر المسلمين، وذلك من خلال الاقتحامات وانتهاك حرمة الشعائر الدينية، التي كان آخرها قيام أحد جنود الاحتلال بدخول المسجد بحذائه حاملا معه زجاجة من الخمر، في اعتداء صارخ على قدسية المسجد وحرمته.
 
وحيت صمود أبناء شعبنا المرابط في مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
وأكدت أن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات مكثفة مع الجهات كافة ذات العلاقة، وتحديدا مع الأردن الشقيق للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذا التصعيد الخطير .
الحكومة تدعو المجتمع الدولي للتدخل العاجل
فيما حذرت حكومة تسيير الأعمال من العدوان الخطير الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك.
وطالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود بتحرك الحكومات العربية والإسلامية على كافة المستويات وتدخل المجتمع الدولي السريع من أجل وقف الحصار والتصعيد والاعتداء على المصلين وعلى حرمة المسجد الأقصى المبارك.
 
وأكد أن قوات الاحتلال تسعى لتنفيذ مخططاتها القاضية بالاستيلاء على المسجد الأقصى وطمس المعالم العربية الطبيعية والحقيقية التي تميز مدينة القدس.
 
وشدد المحمود على أن كل ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي فيما يتصل بعاصمتنا مدينة القدس العربية المحتلة، هو باطل وينفذ بقوة الاحتلال وجبروت السلاح، وهو اعتداء سافر وخطير على بلادنا ومقدساتنا وعلى القوانين والشرائع الدولية.
 
 
مفتي القدس : مسؤولية الدفاع عن الاقصى مسؤولية عربية واسلامية
من جهته قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن مسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك هي مسؤولية عربية إسلامية وليست حكرا على المصلين فيه وعلى الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.
وأضاف أن ما تتعرض له دائرة الأوقاف والمقدسيين من الاحتلال واعتقال موظفين مكلفين بعملهم وابعادهم عن المسجد الأقصى، طالت رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب و160 مبعدا من المقدسيين، تعكس خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى.
 
وأشار الشيخ حسين، إلى أن ما تلتزم به الأوقاف الإسلامية هو أن المسجد الأقصى لا يخضع لإجراءات المحاكم الإسرائيلية والسلطة القائمة بالاحتلال، باعتباره مسجدا إسلاميا لا يشارك فيه أحد، وكل القرارات الصادرة عن محاكم الاحتلال بحق الأقصى لا تلزم الأوقاف.
 
ولفت الشيخ حسين، إلى أن ما يتعرض له المسجد الأقصى ومصلى باب الرحمة من تهديدات إسرائيلية لا يخيفنا وسنواصل التصدي للاقتحامات.
وقال إن العالم الإسلامي والمسيحي "يقف للمحافظة على المقدسات التي يرتبط بها دينيا وعقائديا، وإن المسجد الأقصى تشرف عليه دائرة الأوقاف الإسلامية حصرا، وهي الدائرة الوحيدة المسؤولة عن كل ما يعنى بالمسجد ليبقى مفتوحا للصلاة والعبادة".
 
ووجه الشيخ حسين الدعوة إلى الجميع لحماية المسجد الأقصى المبارك وشد الرحال إليه من كل ارجاء فلسطين، خاصة لمن يستطيعون الوصول للمسجد الأقصى.
وقال: "نرتبط بالقدس عقديا وتعبديا ودينيا وحضاريا وتاريخية لما تمثله هذه المدينة والقلب منها المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي عهدة وأمانة في يد وفي رقاب كل مسلم وكل مسيحي في هذا العالم، لأن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين والمسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال وهو مسرى ومعراج سيدنا محمد".
 
وأضاف ان الاحتلال أصبح يستبيح المدينة عبر الاستيطان واستهداف المقدسات والمقدسيين، وما أثير في قضية باب الرحمة ومصلى الرحمة هي محاولات من الاحتلال الإسرائيلي لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وهو ما يرفضه أبناء شعبنا الفلسطيني كافة وما يرفضه كل عربي وكل مسلم وكل حر في هذا العالم".
 
ودعا المجتمع الدولي للعمل جاهدا لتطبيق القوانين والأعراف الدولية، وما يتوجب عليها من عدم التدخل في شؤون المواطنين المدنيين الواقعين تحت الاحتلال في القدس.
 
الارشمندريت يوليو : ما يتعرض له الاقصى ليس بعيد عما تتعرض له الكنائس
إلى ذلك، قال الأرشمندريت الأب عبد الله يوليو إن ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك ليس ببعيد عن ما تتعرض له الكنائس في مختلف أرجاء الأراضي المقدسة، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى لصرف الأنظار عن القدس واعتبارها عاصمة للاحتلال وهي قضية مفصولة عن القضية الفلسطينية، وهذا مرفوض من الجميع.
وأضاف "نحن أمام تحديات كبيرة للابتعاد عن القدس، ولكن القدس أمامنا وسنواصل حمايتها، فهي المدينة المقدسة للديانات الثلاث، ولها بعد إنساني تاريخي حضري وهي مدينة عربية، والكنيسة في القدس تعاني من الاحتلال والانتهاكات الإسرائيلية، والتهجير القسري لأبناء القدس لانهم عرب فقط".
ودعا الجميع إلى توحيد الصفوف للدفاع عن المدينة المقدسة، معربا عن أمله أن تتحرر القدس قريبا، وأن تصبح فيها مرجعية روحية موحدة حيث المسلم والمسيحي.
 
"الخارجية": حلقة من حلقات المخططات المبيتة
 ودعت وزارة الخارجية والمغتربين، إلى تحرك عربي إسلامي دولي عاجل، لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي المبيتة لتقسيم المسجد الاقصى.
وأدانت الخارجية الاعتداء الوحشي الذي تمارسه سلطات الاحتلال وشرطتها واجهزتها المختلفة ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين الرجال والنساء، واعتبرته تصعيداً خطيراً في استهداف المسجد الأقصى وباحاته، وحلقة من حلقات المخططات الإسرائيلية المبيتة الهادفة لتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً.
وحيت صمود أبناء شعبنا في القدس المحتلة، ودعت المواطنين المقدسين وفعالياتهم ورموزهم الى المزيد من الرباط.
وأكدت أن ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات وجرائم على يد سلطات الاحتلال يستدعي النفير العام على كافة الأصعدة لحماية المسجد الأقصى المبارك ولإفشال المخططات الإسرائيلية الهادفة الى السيطرة عليه وتقسيمه، محذرة من مخاطر وتداعيات هذا التصعيد الإسرائيلي.
وأشارت الخارجية إلى أنها تواصل وبالتنسيق مع الاشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، التحرك السياسي والدبلوماسي لمواجهة هذا المخطط الإسرائيلي .
 
مجلس الاوقاف: حادث مفتعل ومبيت ومخطط له مسبقا
أكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في القدس، أن اشتعال النار في الغرفة التي تحتلها شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى وتتخذها مقرا ، مفتعل ومبيت وتصعيد مقصود ومخطط له من جانب الشرطة.
وقال عضو مجلس الأوقاف حاتم عبد القادر، إن اشعال النار جاء متزامنا مع قرار المحكمة الإسرائيلية تأجيل النظر في القضية المرفوعة من المفتش العام لشرطة الاحتلال لإصدار قرار بإغلاق مبنى مصلى باب الرحمة.
وأضاف أن حجم التغول الوحشي لشرطة الاحتلال في مهاجمة المصلين والاعتداء على الرموز الدينية ومدير المسجد الأقصى والقائم بأعمال قاضي القضاة واقتحام المكاتب ثم إغلاق المسجد الأقصى بوجه المصلين حتى وصل الأمر إلى إغلاق أبواب البلدة القديمة، يشير إلى أن هذا الحادث تم التدبير له مسبقا لتبرير هذا العدوان الهمجي وإرسال رسائل واضحة.
 
المجلس الوطني : لم يعد مقبولا ترك المقدسيين وحدهم
قال المجلس الوطني الفلسطيني، إن معركة الدفاع عن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية هي معركة الامتين العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، ولم يعد مقبولا ترك أهلها يدافعون وحدهم عنها في وجه العدوان الاسرائيلي.
 
وشدد في بيان صدر عنه على أن إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وباحاته والاعتداء على المصلين والحراس والعاملين والمواطنين، ومن ثم إغلاق أبواب المسجد الأقصى، بعد إجبارهم على مغادرته، ومنع المصلين من الصلاة فيه، يثبت مضي الاحتلال في مخططه للسيطرة على هذا المكان المقدس للمسلمين، وصولا لهدفه النهائي بتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا.
 
وطالب المجلس الوطني، المؤسسات العربية والاسلامية وعلى رأسها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية، بتنفيذ كافة القرارات الصادرة عنها والخاصة بمدينة القدس، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والاستنكار، فالقدس ومقدساتها وأهلها بحاجة للدعم الفعلي.
 
كما طالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان الخطير على المسجد الأقصى ومواصلة إغلاقه أمام المصلين، والكف عن سياسة الصمت تجاه إجراءات وسياسات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، ومحاولة العبث وتدنيس أقدس الأماكن الدينية للمسلمين، وتحميل إسرائيل مسؤولية جر المنطقة الى حرب دينية لن يسلم العالم من تداعياتها.
 
وحيا المجلس الوطني صمود المقدسيين رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا ودفاعهم عن مدينتهم ومقدساتها، مؤكدا ان شعبنا مستمر في تقديم التضحيات دفاعا عن حقه الازلي في عاصمة دولته الأبدية مدينة القدس بأقصاها وقيامتها.
 
منصور يحذر المجتمع الدولي من مغبة التغاضي عن ممارسات الاحتلال
فيما حمّل المندوب المراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، السفير د. رياض منصور، إسرائيل مسؤولية التصعيد الأخير في مدينة القدس المحتلة حيث أغلقت قوات الاحتلال جميع الأبواب المؤدية للحرم القدسي الشريف الذي يضمّ المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها السفير منصور لكل من رئيسي مجلس الأمن لشهر مارس (فرنسا وألمانيا) والأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجمعية العامة، لإطلاعهم على مستجدات الأوضاع في فلسطين. 
وحذر السفير منصور من مغبة التغاضي عن ممارسات إسرائيل قائلا إن "إسرائيل تواصل أفعال التحريض والعنف ضد المدنيين والمصلين ما يؤدي إلى إشعال فتيل الأزمة وانعدام الاستقرار في المنطقة لاسيّما في القدس المحتلة، وهي تجد الذرائع لذلك دائما إذ ادعت أن أحد مراكز الشرطة في القدس تعرض لإلقاء قنبلة وهو ما دفعها لاقتحام المسجد."
وأضاف: إن اعتداءات إسرائيل على المصلين سبقت إغلاق الأبواب، إذ اقتحمت قوات الاحتلال قبة الصخرة واعتدت بالضرب على المدنيين داخل المسجد من بينهم رجال، واعتدوا على موظفي الوقف قبل أن يخلوا المسجد من جميع من كانوا فيه.
وأشار منصور إلى تقرير الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أكد نقل أربعة جرحى لتلقي العلاج في المستشفى. وأضاف أن سلطات الاحتلال اعتقلت عددا من المصلين بين بينهم ثلاث نساء، ومنعت المفتي محمد حسين من دخول باحات المسجد الأقصى كما وتواصل القوات الإسرائيلية اعتداءاتها على الفلسطينيين المصلين الذين تجمعوا خارج الحرم لإقامة الصلاة في الأحياء المحيطة بالمسجد خاصة في أوقات المساء بسبب تعطيل الاحتلال المتكرر عليهم أداء صلواتهم بأمن وسلام.
 
ودعا منصور المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الاعتداءات والتي ترقى إلى انتهاكات صارخة لقدسية أماكن العبادة، وتعديا على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة وانتهاكا لحرية العبادة، وقال إن على العالم مطالبة إسرائيل بالكف عن التحريض على المصلين والاعتداء عليهم ومطالبتها بإعادة فتح بوابات الحرم ومنع قوات الاحتلال من الاعتداء على حرمة دور العبادة. 
 
وأورد في الرسائل الأحداث المؤسفة خلال الأيام الماضية حيث استشهد الشاب فوزي شويكي في البلدة القديمة في الخليل يوم الثلاثاء، واستشهد يوم الاثنين الشاب موسى عبد الكريم موسى متأثرا بجراح أصيب بها في الأول من هذا الشهر خلال مسيرات العودة في قطاع غزة حيث منعت إسرائيل نقل الجريح لتلقي العلاج خارج غزة، في حين قضى الشاب بسام سامي صافي متأثرا بجراح بعد إصابته بقنبلة غاز في المسيرات.
 
ولفت السفير منصور إلى أن إسرائيل دائما تجد الذرائع على ممارساتها وتواصل استهدافها الوحشي للمدنيين العزل من بينهم الأطفال وهو ما كشفت عنه الهيئة المستقلة لحقوق الأطفال في تقريرها الأخير المقدم لمجلس حقوق الإنسان.
وأدان الأزهر الشريف بشدة اقتحام قوات الاحتلال لساحات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين فيه، وإغلاق بواباته.
 
وشدد في بيان له على أن هذه الاعتداءات السافرة، تعد انتهاكًا صارخًا لحرمة بيوت الله، واستمرارًا للإجراءات القمعية الغاشمة بحق القدس وأهلها ومقدساتها، مما يستفز مشاعر المسلمين حول العالم.
 
عشرواي : استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين
من جهتها حذَّرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، من تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أنها تأتي في سياق الاعتداء السافر والممنهج على المقدسات الدينية، وأنها استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين.
وأشارت في تصريحات لها باسم اللجنة التنفيذية، إلى أن إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي، أبواب المسجد الأقصى المبارك واقتحامه من جهة باب المغاربة، واعتقالها عددا من المواطنين، واعتدائها على العاملين والمصلين فيه، ودفعها بتعزيزات عسكرية واسعة لساحاته هو ترجمة حقيقية لمخططات إسرائيل الهادفة لجر المنطقة نحو حرب دينية وموجة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.
 
ولفتت إلى أنَّ هذه الإجراءات ليست خرقًا للوضع القائم (ستاتسكو) فحسب، ولكنَّها أيضًا أداة جديدة لتمكين إسرائيل من بسط سيطرتها بالكامل، وبشكل محكم على المدينة المقدسة، بما فيها المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، في مخالفة صارخة للقرارات والقوانين والشرائع الدولية، التي تعتبر القدس مدينة محتلة.
 
ودعت المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية والأخلاقية، عبر توفير الحماية العاجلة للمسجد الأقصى والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية ولأبناء شعبنا الأعزل، ومحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال على جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة.
 
الازهر يحذر من زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم
وأكد الأزهر حق الشعب الفلسطيني الكامل في الكرامة والحرية والسيادة على أرضه ومقدساته، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال لاحترام القرارات والمواثيق الدولية، محذرًا من أن جرائم الاحتلال والصمت الدولي تجاهها يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم .
 
من جانبه أدان مفتي الديار المصرية شوقي علام، قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي، بإغلاق كافة بوابات المسجد الأقصى، وما أعقبه من اقتحام مسجد قبة الصخرة والاعتداء على العاملين فيه والنساء والأطفال، واعتقال أربعة مواطنين بينهم سيدتان.
 
مفتي مصر يدعو الة وقف مخططات الاحتلال
واستنكر مفتي مصر الاقتحامات المتكررة لمئات المستوطنين للمسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال وأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية بداخله، إضافة إلى سلسلة الإجراءات القمعية، التي اتخذتها سلطات الاحتلال في الأيام الأخيرة بحق مدينة القدس المحتلة، وإغلاق مصلى "باب الرحمة" بالمسجد.
 
وحذر من استمرار مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس المحتلة، وتغيير معالمها، وطمس هويتها الحقيقية، ودعا إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية والتدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس ومقدساتها.
 
كما دعا العالمين الاسلامي والعربي بكافة منظماتهما وهيئاتهما والتحرك الدولي وكافة منظمات الأمم المتحدة المختصة وفي مقدمتها (اليونسكو) لوقف تنفيذ المخططات الإسرائيلية التي تمثل تهديدًا خطيرًا على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
 
فتح: لن نسمح بتمرير المخطط الاسرائيلي
وأكدت حركة فتح أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وضعت خطة لإغلاق المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل، من خلال افتعال أزمات متتالية واستفزازات متصاعدة لخلق مشكلة داخل باحات المسجد يتم أخذها كحجة لتنفيذ المخطط.
 
وأكد المتحدث باسم الحركة، عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، أن "الأقصى" خط أحمر، وأن القدس بكل ما فيها فلسطينية خالصة، وأن العبث بالمقدسات وخاصة الأقصى المبارك، هو دعوة مباشرة للعنف، وأننا في فتح لن نسمح بتمرير المخطط الإسرائيلي مهما كلف الثمن.
 
وقال إن إدخال الخمر وتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على الشيوخ ورجال الدين، والاعتقالات المتواصلة، وحملة الإبعاد عن القدس والأقصى، والاقتحامات اليومية لعصابات المستوطنين، ما هي إلا إجراءات مخططة مسبقا تهدف لتغيير الحقيقة وتنفيذ المخطط الذي سيقلب الأوضاع تماما .
 


Designed and Developed by