دولة فلسطين
محافظة القدس
اطلاق حملة القدس تناديكم لتنتصر على كورونا
حالة من عدم الوضوح تعيشها العاصمة المحتلة في ظل اعتماد
سلطات الاحتلال سياسة التخفيف باجراءات مواجهة "الكورونا"

 
 
العاصمة المحتلة / في الوقت الذي تعيش فيه العاصمة الفلسطينية المحتلة حالة مكن الغموض وعدم الوضوح ، أعلنت وزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة، مساء الثلاثاء، تسجيل 6 حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا في محافظة القدس المحتلة، منها حالة في بيرنبالا، وحالتين في حي رأس خميس بمخيم شعفاط، وحالتين في سلوان، وحالة واحدة في البلدة القديمة بالقدس لتسجل محافظة القدس العدد الاعلى بالاصابات التي وصلت الى 150 في مناطق ما يسمى بلدية الاحتلال وحسب تقديرات وزارة صحة سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، فيما بلغ عدد الاصابات في مناطق المحافظة بضواحي القدس نحو 140 اصابة .
 
ووسط الاجراءات الاسرائيلية في مواجهة فيروس كورونا وخاصة الاخيرة باتت المدينة المقدسة تعيش حالة من عدم الوضوح بسبب القرار الاسرائيلي التخفيف من إجراءاتها المشددة لمواجهة فيروس كورونا ،  والسماح لعدد  من الحوانيت بالعودة لفتح أبوابها ، وخاصة في شهر رمضان المبارك، مما يعتبر بداية ايجابية بالعودة الى الحياة الطبيعية ، التي اختفت عن المدينة منذ شهرين تقريبا ، وفي نفس الوقت تظهر الأرقام الصادرة عن المسؤولين في الصحة الفلسطينية والإسرائيلية ان عدد الإصابات بفيروس كورونا في الاحياء  بالمدينة داخل الجدار وخارجه  يعتبر مرتفع  ، بل وهو مرشح للارتفاع  اكثر في الأيام القادمة ، لدرجة ان السلطات الإسرائيلية قررت تشديد إجراءاتها في تلك الاحياء مثل سلوان جبل المكبر ومخيم شعفاط وغيرها ، كما ان المؤسسات الطبية المحلية وبعض النشطاء الاجتماعين ساهموا ببث شعور بالخوف المتزايد لدي المقدسيين  من  خلال حديثهم عن كارثة صحية وانهيار طيبي للمستشفيات بسبب الكورونا الاخذ  بالانتشار وبشكل كبير في اوساط سكان القدس . كل ذلك تزامن مع حالة لا مبالاة  متزايدة عادت تنتشر في صفوف المقدسيين، بحيث ترى الكثيرين يخرجون من منازلهم بدون  الكمامات والقفازات للوقاية
 
 
 هذه الصورة الضبابية عن واقع المدينة المقدسة ، دفعت بعض المؤسسات الى الطلب بتشديد الاجراءات  ، في الأيام القادمة والاخذ بأقصى حالات الحيطة والحذر ،  فلقد أصدرت الكنيسة الارثوذكسية بيانا جاء فيه : "  نظرا للظروف الراهنة التي نمر بها في المدينة المقدسة بشكل خاص وفي بلادنا بشكل عام بسبب تفشي وباء الكورونا وبسبب وجود حالات مصابين بهذا الوباء في مسشتفيات القدس وبعد التشاور مع عدد من الاطباء والمختصين بالامراض الوبائية فإننا لا نحبذ ان يقوم الاباء الكهنة بزيارة المستشفيات خلال الفترة القادمة حيث ان بعضا منهم تعود على زيارة المستشفيات لمناولة المرضى والصلاة والدعاء من اجل شفاءهم. ولاننا يجب ان نحمي الكهنة من التعرض للخطر ولكي لا يكونوا هم ايضا سببا في نقل هذا الوباء للاخرين فإننا ننصح بتجنب زيارة المستشفيات خلال الفترة القادمة حتى انحسار هذا الوباء علما ان هنالك حالات كثيرة لمصابين بالكورونا في مستشفيات القدس .
 
وفي ذات السياق أطلقت هيئات القدس، الثلاثاء، حملة "القدس تناديكم لتنتصر على كورونا"، بهدف حشد الموارد المالية لدعم مدينة القدس وتعزيز صمودها في وجه الاحتلال وآثار وباء كورونا. وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر جامعة القدس،.
 
ويقف خلف الحملة محافظة القدس، وصندوق وقفية القدس، وجامعة القدس، والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، ونقابة الصحفيين، وستوجه الدعم للقطاع الصحي، وللتمكين الاقتصادي، وتوفير المواد الاغاثية لأهالي القدس.وانطلقت الحملة بثماني لغات، وتعتمد نظام التبرع الالكتروني عبرالرابط  www.helpalquds.org
 
 
 
وقال نائب محافظ القدس عبد الله صيام إن "الحملة هي صرخة نطلقها للعالم باسم محافظة القدس ومحافظها عدنان غيث المغيب قسرا عن هذا الاجتماع بفعل إجراءات الاحتلال، فالزمان يمر على القدس أثقل مما يمر على غيرها، والخطر المحيط بمدينة القدس في ظل هذه الجائحة يترك آثارا كبيرة على مؤسساتها وأفرادها".
 
وحذر من مساعي الاحتلال لتهويد المدينة بالاستفادة من جائحة كورونا، مبينا أن دعم صمود أهلها ومؤسساتها يحافظ على الوجه العربي والإسلامي لمدينة القدس.
 
وأضاف أن مدينة القدس مثقلة من جائحة كورونا إضافة إلى الثقل الذي يشكله الاحتلال، لذلك نطلب من كل إنسان عربي ومن كل مسلم وكل شخص يناهض الاحتلال أن يدعم القدس للمحافظة على هويتها العربية الإسلامية.
 
 
من جانبه، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن الحملة تأتي في شهر رمضان لدعم إخواننا المقدسين الذين هم بحاجة لدعم صمودهم في وجه الاحتلال، فهي حملة خيرة من أجل القدس التي تستحق الكثير، وتوجب علينا أن نكون أبنائها وجنودها في كل المحافل والميادين.
 
وأضاف أن كثيرين من أبناء القدس كسائر أبناء شعبنا فقدوا أعمالهم في ظل هذه الجائحة، وبات كثيرون بحاجة لمتابعة أوضاعهم.
 
 
بدوره، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطا الله حنا "نحن في مدينة القدس أمام جيش من العاطلين عن العمل بسبب هذا الوباء، حيث أغلقت كل الفنادق والمحلات وكل الاشغال، وبالتالي وجب علينا أن نعمل معا للوقوف لجانب هذه الشريحة من شبابنا وأبنائنا في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها".
 
وتابع: "نحن نوجه ندائنا للمقتدرين بضرورة أن يلتفتوا للقدس، وأن لا يتركوها وحدها تقارع كورونا والاحتلال".
 
 
من جهته،  قال رئيس جامعة القدس عماد أبو كشك إن 84% من المقدسيين يقبعون تحت خط الفقر، وهذا الوضع يحتم علينا أن نهب لإغاثة سكانها والوقوف معهم ليتمكنوا من عبور هذه الأيام العصيبة بعزة وكرامة.
 
 
 
من ناحيته، قال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر إننا ندعم "المقدسيين الذين يدافعون عن شرف الأمة. ونحن صحفيو فلسطين ندعو كل أبناء شعبنا وكل الوطنيين والغيورين والأحرار في العالم لأن يلبوا نداء القدس ونداء هذه الحملة".
  
ودعا كل وسائل الاعلام وكل الصحفيين لان يدعموا هذه الحملة، وأن يقوموا بدورهم المهني والوطني في تغطية تفاصيلها.

    



Designed and Developed by