دولة فلسطين
محافظة القدس
الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتصاعدة ضد المقدسيين
ناقوس خطر يضع مصير القدس على صفيح ساخن

رصدت محافظة القدس ارتقاء (19) شهيدًا واستهداف متواصل لعطوفة محافظ القدس الذي لا يزال يقضي قرارًا بالحبس المنزلي المفتوح وإصابة نحو (2486) مقدسيًا ورصد (60,089) مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى و(3504) حالات اعتقال لمواطنين مقدسيين وإبعاد (871) مواطنًا و(306) عمليات هدم وتجريف و(70) مشروع استيطاني جديد خلال العام 2022

 

 
أصدرت محافظة القدس تقريرها السنوي حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس للعام 2022، حيث أوضح التقرير الانتهاكات الإسرائيلية في المحافظة والذي كشف عن تصاعد خطير وغير مسبوق في وتيرة الانتهاكات في كافة مناحي الحياة.
الشهداء:
ارتقى خلال العام 2022، 19 شهيدًا في العاصمة المحتلة من بينهم صحفية وطفل. وهم ( فهمي حمد، كريم القواسمي، الطفل يامن جفال، عبد الرحمن قاسم، علاء شحام، الإعلامية شيرين أبو عاقلة، وليد الشريف، محمد الشحام، يزن عفانة، محمد أبو جمعة، محمد أبو كافية، فايز خالد دمدوم، عدي التميمي، بركات عودة، حبّاس ريان، داود ريان، عامر حلبية، والشقيقان المقدسيّان محمد ومهند يوسف مطير). ويذكر أن 6 شهداء من مخيم قلنديا.
وفي السياق وفي صباح 11 / أيّار، وإسكاتًا لصوت الحَقّ، ومنعًا لفضح الجرائم القذرة التي تمارسها إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- اغتالت قوات الاحتلال الصحفية المقدسية (شيرين أبو عاقلة، 51 عامًا) برصاصة متفجرة أطلقها أحد جنود الاحتلال أسفل أذنها، لتخترق رأسها وتحدث تهتك بجزء من دماغها، ما أدى لوفاتها على الفور، وترتد الرصاصة لتمنعها الخوذة من الخروج لتحمل دليل اغتيالها في جسدها الضعيف، ومن الجدير ذكره أن ملف شيرين أبو عاقلة مايزال حتى يومنا هذا في المحاكم الدولية.
الشهداء المحتجزة جثامينهم:
فيما يخص ملف الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، ما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين (23) شهيدًا مقدسيًا منهم (19) شهيدًا في ثلاجات الاحتلال وأخرين في مقابر الأرقام حتى نهاية العام 2022.
الإصابات:
رصدت محافظة القدس خلال العام 2022، الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء المحافظة، إذ تم رصد نحو (2486) إصابة بالرصاص الحيّ والمطاطي والاعتداءات الجسدية على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، نقلوا على أثرها للمستشفيات لتلقي العلاج. وتركزت غالبيتها في المناطق العلوية من الجسد، ما أدى لتسجيل عشرات الإصابات بالكسور والنزيف الداخلي في الرأس، كما وفقد بعضًا منهم أعينهم جراء الإصابة المباشرة فيها.
كما تم تسجيل آلاف الإصابات بالاختناق بالغاز السام خلال مواجهات اندلعت في عدة نقاط تماس في مختلف أنحاء بلدات ومخيمات المحافظة، كان أبرزها في باحات المسجد الأقصى المبارك، ومنطقة باب العامود، وحيّ الشيخ جرّاح، ومخيم قلنديا، وأبوديس، وجبل المكبر، والطور، والرّام، والعيسوية، وأحياء بلدة سلوان.
ويلاحظ انخفاض عدد الإصابات المسجلة خلال العام 2022 بالمقارنة مع العام 2021 والذي رصد خلاله أكثر من (3000) إصابة بالرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح.
الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك:
وفي انتهاك واضح وصريح لقدسيّة المسجد الأقصى المُبارك، تصاعدت اقتحامات المستوطنين خلال العام 2022، إذ تم رصد (60,089 مستوطنًا) اقتحموا باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها صلوات وشعائر تلمودية علنّية، وتركزت الاقتحامات في محيط مبنى ومصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد، كان أعلاها في شهر تشرين الأول بواقع (8224) مستوطنًا وذلك تحت ذريعة الأعياد اليهودية (العرش والغفران).
وهنا نشاهد ارتفاعا كبيرا في عدد المستوطنين المتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المُبارك خلال العام 2022 عن العام 2021، والذي رصد فيه اقتحام نحو (39,344) مستوطنًا للمسجد الأقصى المُبارك.
ومن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى منع أعمال الترميم، ووضع العراقيل أمام الترميم
والصيانة داخل المسجد الأقصى المُبارك وخارجه في محاولة لبسط سيادة احتلالية كاملة على المسجد الأقصى المُبارك، والذي كان أخرها سقوط ثلاث حجارة في المسجد الأقصى خلال أقل من شهر في منطقة جدار الأقصى الجنوبي، نتيجة أعمال الحفر والتجريف أسفل المسجد الأقصى المبارك.
الانتهاكات بحق الشخصيات المقدسية والرموز الوطنية في القدس:
تواصل سلطات الاحتلال انتهاكاتها بحق الشخصيات المقدسية والرموز الوطنية في العاصمة المحتلة بقرارات تعسفية ظالمة كالحبس المنزلي والمنع من السفر او الابعاد عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى أو منعهم من التواصل مع الضفة الغربية أو دخولها، ومن ضمن هذه الشخصيات المقدسية الذين رصدت بحقهم مثل هذه القرارات، خطيب المسجد الأقصى الشيخ "عكرمة صبري"، ورئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد المقدسي "ناصر الهدمي"، بالاضافة الى عشرات المقدسيين الذين اتخذ بحقهم قرارات عنصرية ظالمة.
في الأول من آب، قامت قوات الاحتلال ومخابراته باقتحام منزل محافظ القدس "عدنان غيث" في بلدة سلوان، واعتقلته وأوقفته في غرف التحقيق فيما يعرف بمركز "المسكوبية" في القدس المحتلة، ومددت اعتقاله ثلاث مرات لتحضير لائحة اتهام بحقه، ليرتفع بذلك عدد مرات اعتقال وتوقيف المحافظ غيث إلى خمسة وثلاثين مرة منذ توليه مهامه كمحافظ للعاصمة المحتلة في نهاية شهر آب عام 2018، لتفرج عنه في الـ4 من آب/ بشرط الحبس المنزلي المفتوح، والتي تعد سابقة قضائية تشير إلى سياسة جديدة اتُخذت بحق المحافظ وهي الحبس المنزلي المفتوح والإقامة الجبرية في منزله فقط، إضافة إلى فرضها غرامة مالية عالية بقيمة 25 ألف شاقل بحقه وحق الموقعين عليها من أسرته وأصدقائه، وبحسب قرار محكمة الاحتلال فإن هذه الشروط والتقييدات الجديدة التي تُفرض على محافظ القدس تأتي كمقدمة لمحاكمته ضمن لائحة اتهام تشمل عدة بنود، وتلا قرار الحبس المنزلي اقتحامات شبه يومية لمنزل محافظ القدس، بذريعة التأكد من تواجده في منزله، اضافة إلى القرارات العسكرية الاربعة الظالمة الصادرة بحقه منذ عام 2018.
أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور، يتعرض ايضا لسلسلة من الممارسات الاحتلالية بحقه وبحق عائلته من خلال فرض قرار إبعاد عن الضفة الغربية تم تجديده خلال شهر تموز المنصرم للمرة الرابعة على التوالي، تحت ذريعة "تشكيل خطر على الأمن"، بالإضافة لقرار يمنعه من التواصل مع العديد من الشخصيات، إلى جانب ذلك سحبت سلطات الاحتلال خلال الفترة الماضية الإقامة "لم الشمل العائلي" من زوجته، وتم حرمان عائلته من التامين الصحي.
وفي 14/ نيسان، ودعت محافظة القدس أحد موظفيها حيث ارتقى مدير دائرة الشباب والرياضة في محافظة القدس الشهيد فواز حمايل في بلدة بيتا قضاء نابلس مسقط رأسه، متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها نتيجة إطلاق الاحتلال رصاص "الدمدم المحرم دوليًا عليه.
الاعتقالات:
شنت قوات الاحتلال خلال العام 2022، حملات اعتقال واسعة في صفوف المقدسيين، تحت ذرائع واهية، وتم رصد (3504) حالات اعتقال لمواطنين مقدسيين شملت نساءً وشيوخًا وأطفالًا.
يذكر أن شهر نيسان والذي تصادف مع بدء شهر رمضان المبارك كان أعلى الشهور تسجيلًا لحالات الاعتقال إذ تم تسجيل (894) حالة اعتقال، منها (476) في يوم واحد، ففي 15 نيسان، اعتقلت قوات الاحتلال 476 شابًا بعد ضربهم والتنكيل بهم من داخل باحات المسجد الأقصى، ومنعت شرطة الاحتلال تقديم الاستشارات القانونية للمعتقلين، كما ومنع الاحتلال تحويلهم للعلاج أو عرضهم على الطبيب بالرغم من وضوح الإصابات عليهم.
ويسجل هنا ارتفاعا في وتيرة الاعتقالات التي يشنها الاحتلال في محافظة القدس خلال العام 2022، عنها في العام 2021 والذي رصد فيه (2879) حالة اعتقال من قِبل قوات الاحتلال لمواطنين، وكانت غالبية المعتقلين في العام 2021 من الفئة العمرية الشابة، تتراوح أعمارهم ما بين 15 عامًا إلى 25 عامًا، وكان أعلاها رصدًا في شهر أيّار حيث تجاوز مجموع الاعتقالات (700) معتقل.
السجن الفعلي:
خلال العام 2022، أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (276) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بين تلك القرارات إصدار(96) قرارًا بالاعتقال الإداري.
كان أعلى الأحكام الصادرة خلال العام 2022، إصدار محكمة الاحتلال حكمًا جائرًا بالسجن الفعلي لمدة (16 عامًا) بحق الأسير المقدسي "نزيه عويوي" والبالغ من العمر، (29 عامًا)، وكذلك الحكم بالسجن لمدة (11 عامًا) بحق الأسير محمد خضور البالغ من العمر (21 عامًا).
ويعد هذا ارتفاعا في وتيرة قرارات السجن الفعلي التي أصدرتها سلطات الاحتلال في محافظة القدس خلال العام 2022، عنها في العام 2021 والذي رصد فيه (157) حكما بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسين، من بينهم (43) حكمًا بالاعتقال الإداري.
الحبس المنزلي:
خلال العام 2022، رصدت محافظة القدس (214) قرارًا بالحبس المنزلي، تراوحت ما بين خمسة أيام إلى 15 يومًا، بالإضافة إلى قرارات بالحبس المنزلي المفتوح دون تحديد للمدة، بالإضافة إلى فرض كفالات وغرامات مالية باهظة بحقهم.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة قرارات الحبس المنزلي التي أصدرتها سلطات الاحتلال في محافظة القدس خلال العام 2022، عنها في العام 2021 والذي رصد فيه (176) قرارا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مقدسيين.
قرارات الإبعاد:
خلال العام 2022 تم رصد (871) قرارًا بالإبعاد، من بينها نحو (427) قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وتعددت الإبعادات لتشمل الإبعاد عن المسجد الأقصى، أو مناطق السكن، عن كامل مدينة القدس بشكل نهائي طالت المواطنين "منصور أبو غربية" و"مراد غازي العباسي". أو إبعاد كامل عن فلسطين كما حصل مع الأسير الفلسطيني المقدسي "صلاح الحموري" فبعد انتهاء أمر اعتقاله الإداري قررت سلطات الاحتلال إبعاده إلى فرنسا، وفي 18/12/2022 قامت سلطات الاحتلال بترحيله قسرًا إلى فرنسا بعد أن قامت بسحب هويته المقدسية قبل عام، حيث تفاجأ الحموري بنقله في سيارة عسكرية من سجن هداريم إلى مكان مجهول عند منتصف الليل، وتم احتجازه في السيارة مكبلًا بيديه وقدميه حتى الساعة السادسة والنصف صباحًا ليتفاجأ حينها بنقله إلى الطائرة، وظل الحموري مكبلًا طوال الرحلة ولم يسمح له بالدخول إلى دورة المياه إلا مرةً واحدة بعد إصرار وعديد المطالبات.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة إصدار سلطات الاحتلال لقرارات الإبعاد ما بين العام 2022، وعام 2021 الذي رصد فيه 473 قرارًا بالإبعاد عن مناطق مختلفة.
قرارات المنع من السفر:
وتم رصد إصدار نحو (34) قرارًا بمنع السفر أصدرتها سلطات الاحتلال خلال العام 2022، ما بين قرارات جديدة، وتجديد لقرارات سابقة، وتتراوح فترة القرارات ما بين شهر إلى 6 أشهر.
اعتداءات المستوطنين:
وتأتي اعتداءات المستوطنين في إطار التحريض والاقتحامات والاعتداءات الهمجية على المواطنين، وخلال العام 2022، رصدت محافظة القدس (489) اعتداءً، منها (112 إيذاء جسديا) ، وكان من أبرزها اعتداء قطعان المستوطنين خلال شهر حزيران على أفراد عائلة سمرين في بلدة سلوان، كما وهاجم ما يزيد عن 100 مستوطنًا الشابين عماري حجازي وباسل راشد بالآلات الحادة ما أدى لإصابتهما بطعنات وجروح بالغة جدًا كادت أن تودي بحياتهما.
وبالنظر إلى اعتداءات المستوطنين خلال العام 2022 ومقارنتها بعام 2021 نلاحظ تضاعف نسبة اعتداءات المستوطنين، حيث سجل خلال العام 2021، (110) اعتداءات طالت العديد من المواطنين والأماكن الدينية والأماكن العامة.
عمليات الهدم:
وخلال العام 2022، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس (306) عمليات هدم وتجريف، من بينها (160) عملية هدم بآليات وطواقم الاحتلال، و(98) عملية هدم قسري ذاتي. بالإضافة إلى (48) عملية حفر وتجريف نفذتّها آليات الاحتلال.
ونرصد هنا انخفاض وتيرة عمليات الهدم ما بين العام 2022، وعام 2021 الذي رصد فيه (315) عملية هدم؛ (97) عملية هدم ذاتي قسري و(200) عملية هدم بآليات الاحتلال و (15) عملية تجريف.
إخطارات هدم:
خلال العام 2022، سلّمت سلطات الاحتلال ما يزيد عن (220) قرارًا وإخطارًا بالهدم في محافظة القدس، شملت القرارات منازل ومحال تجارية في أحياء متعددة بمدينة القدس، منها: حَيَّ الشيخ جراح، وحَيّ وادِ الربابة، وحيّ بطن الهوى، وحيّ عين اللوزة، وحيّ البستان، وحيّ واد ياصول ببلدة سلوان، وحيّ وادي الجوز، وفي بلدات جبل المكبر، والعيساوية، وصورباهر، وعناتا، وكفرعقب، والطور، ومخيم شعفاط، وبيت حنينا والولجة.
الانتهاكات في حيّ الشيخ جراح:
جددت سلطات الاحتلال اعتداءاتها على حيّ الشيخ جراح خلال النصف الأول من العام الجاري وخاصة ربعه الأول، وكان قد شهد شهر شباط عودة التوتر في حيّ الشيخ جرّاح، عقب قيام عضو كنيست الاحتلال العنصري المتطرف "إيتمار بن غفير" فتح مكتبه الاستفزازي في أرض عائلة سالم في الجانب الغربي من الحيّ. مما أشعل الأحداث في الحيّ. إذ واصل عضو "كنيست" الاحتلال "إيتمار بن غفير" اقتحام الحيّ بشكل يومي وبصورة استفزازية برفقة قطعان المستوطنين، وكذلك تعرضوا للرسول الكريم عليه السلام بالشتم والسباب بالألفاظ النابية وسط حماية وانتشار مُكثّف لعناصر قوات وشرطة الاحتلال.
حصار مخيم شعفاط وبلدة عناتا:
حَوّل الاحتلال منطقة بلدة عناتا وضواحيها ( ضاحية السلام و رأس خميس ورأس شحادة ) ومخيم شعفاط التي يقطن فيهما نحو 150 ألف فلسطيني إلى منطقة مغلقة منذ مساء يوم السبت الـ 8 من تشرين الأول ولغاية الـ 19 من تشرين الأول، وذلك بعد تنفيذ عملية إطلاق النار على حاجز مخيم شعفاط، وحولتها إلى ثكنة عسكرية. ونشرت قوات الاحتلال فرقها المختلفة على مدخل مخيم شعفاط وحاجزه العسكري، وعلى المدخل الشرقي الشمالي لبلدة عناتا كما انتشرت داخل الشوارع والأزقة ومنعت دخول أو خروج "المركبات والمشاة" من المنطقة بالكامل، وبسبب الإجراءات المفروضة لم يتمكن الموظفون والعمال والطلبة التوجه إلى أعمالهم ومدارسهم. بالإضافة إلى تسيير طائرات تابعة للاحتلال "زنانة" تحلّق في سماء المخيم وبلدة عناتا وأحياء مدينة القدس بهدف المراقبة والتصوير والتحكم.
وفي الـ 12 من تشرين الأول، عمّ إضرابٌ شامل مدينة القدس المحتلة وضواحيها، استجابةً لدعوات القوى الوطنية وتضامنًا مع بلدة عناتا ومخيم شعفاط المحاصرين لليوم الرابع على التوالي وتقييد حركة الأهالي والسيارات، وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية. وأعلن الأهالي في اليوم التالي العصيان المدني وخرجوا في مسيرة حاشدة في شوارع المخيم.
الانتهاكات بحق المؤسسات والمعالم المقدسة ومحاولة أسرلة المنهاج في القدس:
جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في شهر نيسان، إغلاق 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية ناشطة في مدينة القدس المحتلة. وكان من ضمن هذه الجمعيات بيت الشرق ونادي الأسير وغيرها من المؤسسات الفلسطينية في المدينة. وأعلنت قوات الاحتلال، أنها ستواصل سياسة تمديد إغلاق هذه المؤسسات بحجة أنها لن تسمح باختراق "السيادة الإسرائيلية" على القدس الموحدة، على حد زعمها.
محاربة المنهاج الفلسطيني:
يشنّ الاحتلال حربًا على التعليم في القدس، ويحاول أسرلته بشتى الوسائل، ففي 28 تموز سحبت ما تمسى "وزارة التعليم" التابعة للاحتلال، تراخيص 6 مدارس في مدينة القدس لمدة عام، بحجة "التحريض في الكتب المدرسية على دولة وجيش الاحتلال". ويشمل القرار مدرسة الإبراهيمية في الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة فروعها في بيت حنينا في القدس المحتلة. ويشار إلى أن وزارة تعليم الاحتلال سحبت من المدارس المذكورة رخصة العمل الدائمة واستبدلتها برخصة مؤقتة لمدة عام، تجدّد الرخص بشروط التعديل على منهاج التدريس وما أسمته "المضامين التحريضية". إذ ادّعت وجود مضامين عن الأسرى، وحول منع تقديم العلاج للمصابين، والسيطرة على مصادر المياه، والنكبة والنكسة.
وفي تشرين الأول اقتحمت سلطات الاحتلال مدارس الإيمان الثانوية، وأجرت تحقيقًا مع الأطفال، وفتشت حقائبهم المدرسية بحثًا عن المنهاج الفلسطيني الوطني، ما تسبب بحالة ذعر بين الأطفال والكادر التدريسي. وكان ما يُسمى بـ مفتش المعارف الإسرائيلية" قد طلب في الـ3 من تشرين الأول من إدارات مدارس القدس باعتماد وتوزيع "المنهاج المحرف الذي تعيد المعارف طباعته" وتقوم بتزويره وحذف محتوياته . وكذلك نفذت العديد من الحملات التفتيشية على المناهج الموزعة لطلبة المقدسيين.
وقامت ما تسمى "وزارة المعارف" التابعة للاحتلال في 8 تشرين الثاني بتوزيع كتبها على طلاب مدرسة الإيمان ما دفع الطلاب إلى إحراق تلك الكتب.
استهداف الطلاب والمؤسسات التعليمية:
لم تسلم المؤسسات التعليمية وطلبتها من تنكيل الاحتلال إذ اقتحمت قوات الاحتلال على مدار العام حرم ومحيط جامعة القدس/ أبوديس عدة مرات أطلقت خلال ذلك قنابل الصوت والغاز المُسيل للدموع صوب الطلبة. وكان الاحتلال قد شرع بتركيب بوابة في جدار الفصل أمام الجامعة لاستخدامها في قمع الطلاب بعد اقتحام المنطقة والانسحاب منها.
استهداف الصحفيين والطواقم الطبية:
كان لمدينة القدس الحصة الأكبر في عدد الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد الصحفيين الفلسطينيين خلال النصف الأول من العام 2022 بواقع 131 انتهاكًا، وذلك حسبما ظهر في تقرير صدر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين يوثق الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون الفلسطينيون خلال النصف الأول من العام.
ومن أبرز الانتهاكات بحق الصحفيين، ما أسلفنا ذكره حول اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، بالإضافة إلى اعتقال الاحتلال للصحفية المقدسية لمى غوشة من منزلها بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بعد أن قدمت النيابة العامة للاحتلال لائحة اتهام ضدها بادعاء وجود منشورات "تحريضية" على حسابها بموقع فيسبوك، وأُفرج عنها بشروط قاسية، منها الحبس المنزلي والمنع من إجراء مقابلات صحفية وحظر استخدام الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي حتى انتهاء إجراءات المحاكمة، بالإضافة للتوقيع على كفالة مالية بقيمة 15 ألف دولار.
شهد شهري نيسان وأيار النسبة الأعلى من اعتداءات قوات الاحتلال على الطواقم الصحفية في محافظة القدس، وتنوعت هذه الانتهاكات ما بين القتل المتعمد، والاحتجاز والمنع من التغطية، والاعتقال والاستهداف بالرصاص، إضافة إلى المنع من السفر والعرض على المحاكم والاستدعاءات والاعتداء بالضرب وغيرها من الانتهاكات التي تهدف إلى منع الصحفيين من ممارسة عملهم.
كما واعتدت قوات الاحتلال خلال العام 2022 على المسعفين وسيارات الإسعاف التابعة لجميعة الهلال الأحمر واعتقلت العديد من المسعفين ونكلت بهم.
أسرى القدس:
تمارس إدارة سجون الاحتلال سياسات قمعية بحق الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال، وتتمادى في سياساتها ضدهم من خلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد، المنع من الزيارة والكنتين، العزل الانفرادي، ما يضطر الأسرى إلى اتباع سياسة الإضراب عن الطعام كوسيلة للوصول إلى مطالبهم.
الانتهاكات بحق الوجود المسيحي في القدس:
يعتبر الوجود المسيحي في القدس قاسما مشتركا مع اخوانهم المسلمين اذ يشكل وجودهما تاريخ المدينة المُحتلّة وحاضرها وهويتها. تشهد على ذلك الكنائس والأديرة المُنتشرة في أحيائها المُختلفة، لا سيما كنيسة القيامة، مهوى قلوب المسيحيين من أنحاء العالم كافّة. لكن هذا الوجود يتعرَّض إلى استهدافٍ مُتمادٍ من الاحتلال الإسرائيلي مع سياسة التهويد التي ينتهجها الاحتلال ليزوِّر تاريخ القدس، ويُغيِّر حاضرها.
وخلال العام 2022 واصل الاحتلال الانتهاكات بحق الطوائف والمعالم المسيحية بالقدس وكانت أبرزها القرارات والتضييقات في سبت النور، اذ أصدرت شرطة الاحتلال قيودًا لوصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وقلّصت عدد المحتفلين بسبت النور عشية أحد القيامة، ونشرت الحواجز والقوات في شوارع حارة النصارى والطرقات المؤدية إلى كنيسة القيامة، ومنعت الوصول إلى محيط الكنيسة وداخلها، كما واعتدت بالضرب والدفع على العشرات من المحتفلين بسبت النور. بالإضافة إلى الاعتداء على كنيسة اللقاء في بيت حنينا حيث اقتحمت سلطات الاحتلال خلال أيّار كنيسة اللقاء في بيت حنينا، والتي أقيم فيها بيت عزاء الشهيدة "شيرين أبو عاقلة"، واعتدت خلال الاقتحام على المتواجدين في بيت العزاء عدة مرات في محاولة لإزالة العلم الفلسطيني من المكان. وخلال حزيران، اعتدت مجموعة من المستوطنين على كنيسة “الروح القدس” والحديقة اليونانية التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس على جبل صهيون بالقدس المحتلة، وعبثوا بمحتوياتها ونبشوا قبور الأموات، كما وألقوا القمامة في حديقة الكنيسة، إضافةً لذلك هددوا حارس الأمن المتواجد بالقتل.
المشاريع الاستيطانية:
صادقت سلطات الاحتلال خلال العام 2022، على نحو 70 مخططا استيطانيا بعشرات المليارات من الشواقل، منها ما هو توسعة لمستوطنات قائمة، ومنها مشاريع جديدة، كما تمت المصادقة على بناء نحو (22000) وحدة استيطانية جديدة في العديد من المستوطنات داخل مدينة القدس وعلى أطرافها.
إذ واصلت سلطات الاحتلال خلال العام 2022 المضي قدمًا في تسوية أراضي مدينة القدس، والذي بدأه الاحتلال عام 2018 ومن المتوقع انتهاؤه في 2025، بهدف الاستيلاء على أراضي العاصمة المحتلة. وفي نهاية شهر حزيران بدأ الاحتلال بعملية تسجيل أراضِ باسم مستوطنين يهود حول المسجد الأقصى المُبارك، لتشمل الأراضي الواقعة ضِمن مُخطط ما تسمى بـ"الحديقة القومية"، حول أسوار البلدة القديمة جنوب المسجد الأقصى المُبارك، وتحويلها إلى الجمعيات الاستيطانية.
ومن أبرز المشاريع الاستيطانية في عام 2022، المقابر الوهمية حيث لم تكتف "إسرائيل" منذ قيام كيانها المهزوز بإقامة المدن والحدائق فوق المقابر الإسلامية، ولا بتجريف عدد من تلك المقابر بهدف تغيير معالم الأرض وتزييف التاريخ والجغرافيا، ولا بنبش القبور ومصادرتها بهدف الاستيطان على الأرض المقامة عليها، بل تعداه ذلك إلى قيامها بإنشاء القبور الوهمية.
ومن ضمن المقابر التي تطاول الاحتلال عليها وقام بتجريفها واستخراج عظام الموتى منها: مقبرة "اليوسفية" المجاورة للمسجد الأقصى، وهي إحدى أهم المقابر في القدس، والتي نبشتها جرّافات الاحتلال الصهيوني وهي تقوم بالحفريات، كما أنّ هناك مقبرة "الإسعاف" الإسلامية في يافا، التي تم تجريفها بهدف مصادرة الأرض المقامة عليها، وكذلك مقبرة "مأمن الله" في القدس التي كانت تضم جثامين شهداء وعدد من الصحابة، وأقامت إسرائيل فوقها حديقة ومتحفاً، ومقبرة الرحمة وغيرها.
إنّ استهداف إسرائيل للمقابر الإسلامية هو مخطط مدروس لتهويد الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال الاستيلاء والسيطرة عليها بحجج جاهزة، منها أنّ المنطقة كانت مقبرة لليهود وأنهم يعيدون تأهيلها، في استفزاز عنجهي لمشاعر السكان من مسلمين ومسيحيين، كل ذلك تحت عيون العالم العربي والإسلامي، الذي يراقب الوضع عن كثب، دون أن يحرك ساكناً، وإن كان هناك من تحرك، فأكثر ما يصدر هو بيان إدانة لا يغني ولا يسمن من جوع.
ومن ضمن المشاريع الأكثر خطورة في الأرض المقدسة، مشروع القطار الهوائي والذي يمتد من جبل الزيتون وصولًا إلى باب المغاربة، ومن ثم باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث بدأ الاحتلال بتنفيذ مشروع "القطار الهوائي- التلفريك"، ليشكل نقطة انطلاق نحو تسهيل وصول المستوطنين المتطرفين للبلدة القديمة وساحة البراق، وتكثيف الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك.
 
 

للاطلاع على التقرير السنوي بشكل مفصل اضغط هنا



Designed and Developed by