لدى استقباله سفير جمهورية مصر العربية
الحسيني يحذر من تصاعد التوتر والاجراءات
الانتقامية في القدس خلال فترة الانتخابات الاسرائيلية
القدس / اكد وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني على أهمية الدور المصري في القضية الفلسطينية والعلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين وذلك لدى استقباله ظهر أمس الاثنين سفير جمهورية مصر العربية لدى دولة فلسطين وائل ناصر الدين عطية حيث أطلعه على واقع مدينة القدس وما تكابده ومواطنيها جراء الاجراءات الاسرائيلية التعسفية بحقهم والمس بمقدساتهم الاسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الاقصى المبارك والمخططات المبيتة لتقسيمه على غرار ما جرى في الحرم الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل محذرا من التماشي وعملية الخداع التي يمارسها رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو والذي سقط جراء موجة الغضب التي عبر عنها المقدسيون في الاونة الاخيرة تعبيرا عن رفضهم لمحاولات السيطرة على المسجد الاقصى وانتهاكاتهم السافرة لحرمته ، داعيا الى حضور عربي واسلامي اكثر فاعلية في مدينة القدس تجسيدا لمكانتها كعاصمة ابدية لدولة فلسطين وعاصمة روحية للامتين العربية والاسلامية، موضحا الاحتياجات الملحة المطلوبة لتعزيز الوجود الفلسطيني العربي الاسلامي والمسيحي في المدينة المقدسة وتوفير الحد الادنى من العيش الكريم لابناء الشعب الفلسطيني .
واعرب عن خشيته من تصاعد موجة التوتر والاجراءات الانتقامية الاسرائيلية خاصة في مدينة القدس وعلى وجه الخصوص الانتهاكات والاقتحامات للمسجد الاقصى المبارك خلال فترة الحملات الانتخابية الاسرائيلية ما سيزيد من حدة المواجهات وتعقيد الامور جراء سياسة خنق المواطنين التي تنتهجها سلطات الاحتلال والمتمثلة بسياسة العقاب الجماعي .
وأشار الى قطاع الاسكان الاكثر الحاحا للدعم ألآني والسريع خاصة وان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تنفق الملايين من اجل السيطرة على الاراضي الفلسطينية في القدس وتوسيع رقعة الاستيطان فيها على حساب الانسان المقدسي وصولا الى تقليص الوجود المقدسي بحيث لا يتعدى 12 بالمئة من مجمل عدد السكان في مدينة القدس في العام 2020 وهو ما اثبت فشله في الاونة الاخيرة خلال الاحداث التي شهدتها مدينة القدس والتي اكدت على تمسك المقدسين بفلسطينيتهم وعروبتهم ودحضت المزاعم الاسرائيلية بقدس يهودية موحدة عاصمة لدولتهم .
ونوه الى سلبيات الاليات المتبعة في الدعم العربي والاسلامي للقدس والتي لا تلبي الاحتياجات المطلوبة خاصة في مراحل تسوية الاراضي هندسيا وماليا وتغيير الطابع القانوني التعسفي الاسرائيلي في القدس قبل استصدار تراخيص البناء اللازمة وهو ما تتجاهله هذه الاليات وتصر على توجيه الدعم للمرخص فقط .
وانتقد الحسيني التقصير العربي في الاهتمام بمدينة القدس ومجمل القضية الفلسطينية ، منوها الى الوعودات المتكررة والممتدة منذ سنوات في تخصيص أموال للمدينة وسكانها الا انها تصطدم بشروط بعيدة المنال لا تخدم المصالح العليا للامة العربية وتعزز من السياسات الاسرائيلية الاستيطانية ، داعيا الى تشكيل لجنة وطنية فلسطينية عربية اسلامية متخصصة ، تعالج القضايا الملحة وتتصدى للبرنامج الاسرائيلي التوسعي في مدينة القدس ، مشيرا الى صعوبة العمل في هذه المدينة المستهدفة ، الا ان هناك متنفسات من الممكن اختراقها وتحقيق الكثير من الاهداف المرجوة في مدينة تتعرض لابشع حملة استهداف وتزوير وتغيير للطابع العربي الاسلامي المسيحي والديموغرافي .
من جانبه أكد السفيرعطية وقوف بلاده قيادة وشعبا الى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله من اجل نيل حقوقه الوطنية معربا عن أمله في توسيع رقعة العمل العربي في مدينة القدس خاصة وفي الاراضي الفلسطينية عامة تعزيزا لعروبتها وتجسيدا للحق الفلسطيني الثابت فيها ، داعيا الى النظر بموضوعية اكثر وشمولية اوسع الى الاحتياجات المطلوبة للمدينة المقدسة بما يليق بمكانتها العربية والاسلامية والعالمية .