إعلام محافظة القدس – اعتبرت محافظة القدس أن اقتحام ثمانية مستعمرين اليوم المسجد الأقصى المبارك عبر باب الأسباط، وهم يحملون ماعزًا وثلاث حمامات وأدوات صلاة (التفيلين)، يمثل تصعيدًا خطيرًا ضمن الانتهاكات المستمرة والمتصاعدة للمستعمرين، وليس مجرد اقتحام فردي، بل جزء من حملة منظمة لتدنيس الحرم وتهويده وفرض وقائع استعمارية جديدة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، محذرةً من أنها تشكل جرائم فاضحة وانتهاكات صارخة لكل قواعد القانون الدولي والإنساني واعتداءً واضحًا على حرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت المحافظة في بيان أصدرته الثلاثاء، أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن أي محاولات لفرض سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى باطلة ومرفوضة.
ولفتت المحافظة إلى أن هذه الانتهاكات تتم بدعم وتحريض ومساندة رسمية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث شارك وزراء في الحكومة، وعلى رأسهم وزير ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف بن غفير بإطلاق تصريحات تحريضية داخل المسجد الأقصى لتشجيع المستعمرين على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم، مؤكدة أن هذه السياسات الرسمية تشكل غطاءً قانونيًا وسياسيًا لتهويد الحرم وفرض الوقائع الاستعمارية.
وبينت المحافظة أن "القربان الحيواني"، وفق المفهوم الصهيوني المتطرف، هو تقديم ذبيحة من الماعز أو الخراف الصغيرة داخل المسجد الأقصى المبارك، استنادًا إلى الزعم بأن المكان هو ذاته موقع “الهيكل"، ويصر المتطرفون على ممارسة هذه الطقوس لأنهم يرون أن فرض الطقوس التوراتية في الأقصى يُعد تأسيسًا معنويًا للهيكل، ويمهد لبنائه الفعلي في المستقبل. ويُعتبر تقديم القربان ذروة العبادة في الهيكل المزعوم، بحيث يرمز إلى استكمال "دورة العبادة التوراتية في المكان" وتكريس التعامل مع الأقصى روحيًا باعتباره هيكلاً ينتظر البناء المادي، ما يجعل القربان خطوة رمزية مركزية على طريق إزالة المسجد الأقصى بكامله وتأسيس الهيكل المزعوم مكانه.
وأوضحت المحافظة أن المسجد الأقصى شهد خلال الأشهر الماضية محاولات خطيرة لتدنيسه، من بينها: في 12 مايو 2025 تمكن مستوطن من إدخال قربان حيواني في كيس بلاستيكي عبر باب الغوانمة قبل إخراجه، وفي 2 يونيو 2025 حاول مستعمرون إدخال قطع لحم مع دماء الحيوان لتقديمها قربانًا داخل الحرم، لكن يقظة حراس المسجد الأقصى المبارك حالت دون إتمام ذلك.
وحذرت المحافظة من التحركات العلنية والمتسارعة لجماعات الهيكل المزعوم التي تهدف إلى تغيير الطابع التاريخي والديني للمسجد الأقصى، مؤكدة أن هذه الجماعات تدير مشاريع ممنهجة لتدريب المستعمرين على تقديم القرابين وتنفيذ الطقوس داخل الهيكل، من خلال مؤسساتها التعليمية والدينية مثل مدرسة يشيفات هارهبايت، التي نشرت فيديوهات توثّق تجهيزاتها لمشروع الهيكل، بما في ذلك تدريب الكهنة وخياطة الملابس الخاصة بهم وتصميم مجسمات هندسية للمعبد المزعوم، في خطوة واضحة لتطبيع فكرة البناء على أنقاض المسجد الأقصى، بالإضافة للتحريض المستمر على تقديم القرابين داخل الأقصى، ورصد مكافآت مالية للمستعمرين من أجل القيام بذلك.
ودعت محافظة القدس المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والأمتين العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية المسجد الأقصى المبارك من التدنيس والتهويد، مؤكدة أن الصمت الدولي عنها يشجع المستعمرين على ارتكاب المزيد من الجرائم ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.