
القدس / طالب وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بنزع اسباب التوتر ووقف فوري لاجراءاته الهستيرية الاخيرة في مدينة القدس ووقف انتهاكاته للاماكن المقدسة وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك وسحب تعزيزاته الامنية من احيائها وشوارعها وازقتها والافراج عن كافة المعتقلين والغاء قرارات الهدم بحق منازل المقدسين والتسهيل في اجراءات تراخيص البناء ورفع القيود عن المؤسسات المقدسية والمشاريع التنموية ، إن كان جادا في دعواته ومساعيه للتهدئة في المدينة والتي رحبت بها القيادة الفلسطينية والمضي قدما في عملية سلام حقيقية وعادلة وشاملة تضمن الامن والامان والعيش المشترك لكلا الجانبين ، محذرا من تداعيات استمرار التعنت الاسرائيلي لدعوات السلام الفلسطينية والعربية والدولية ومؤكدا على ان الفلسطينين ما زالوا يستظلون بغصن الزيتون ولكن ليس الى ما لا نهاية.
ووصف ما يجري في مدينة القدس بحرب شاملة تشنها الحكومة الاسرائيلية اخذت تطال الحجر والبشر وتتدحرج نحو حرب دينية في اساسها سياسي جراء القفز على الخطوط الحمراء في العلاقات الدولية من خلال الانتهاكات السافرة التي تجري بحق المسجد الاقصى المبارك وسائر المقدسات الاسلامية والمسيحية.
وحذر لدى لقاءه يوم امس الاثنين في مكتبه بضاحية البريد وفدا من الرباعية الدولية ممثلا بساندرا ويجنبيرج نائبة الرئيس ويوهان بيرغرين مستشار شؤون القدس الشرقية والتنمية الاقتصادية وعوض دعيبس المستشار السياسي والاعلامي ، وسكرتير أول مكتب تمثيل النرويج لدى دولة فلسطين كل على حدة هيغه ماجنوس من الانجرار وراء سياسة الخداع التي يمارسها رئيس الحكومة الاسرائيلية ودعواته للتهدئة في مدينة القدس ووعوداته بوقف الانتهاكات ومنع المتطرفين اليهود من الدخول الى الحرم القدسي الشريف ، فيما على ارض الواقع يمعن في اجراءاته التعسفية بحق المقدسيين والمقدسات مشيرا الى اقتحام مسؤولين اسرائيلين للمسجد الاقصى امثال موشية فيجلن نائب رئيس الكنيست وغيره من قمة الهرم في الدولة العبرية ومصادقة الحكومة الاسرائيلية على قانون فرض عقوبة السجن لعشرين عاما على كل من يلقى القبض علية بتهمة القاء الحجارة على قوات الاحتلال واوامر الهدم بحق عشرات المنازل واعتقال المئات من ابناء المدينة المقدسة والتي طالت أطفال قاصرين والتضييق على السكان في شتى النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والتربوية وتزايد النشاطات الاستيطانية في محيط وداخل الاحياء المقدسية الفلسطينية وآخرها دراسة المصادقة على بناء 660 وحدة استيطانية في القدس ، مستهجنا من دعوات التهدئة التي يطلقها نتنياهو في ظل مثل هذه الاجراءات المنافية والمخالفة للقوانين والمواثيق الدولية.
واوضح انه وفي الوقت الذي يتحدث فيه الاسرائيليون عن تهدئة وفي الوقت الذي يتدارس فيه الجانبين الامريكي والفلسطيني سبل انعاش عملية السلام التي تعصف بها الانتهاكات والاجراءات الاسرائيلية التعسفية ما يشير الى حالة من الهستيريا اصيبت بها الاجهزة الرسمية الاسرائيلية والفشل الذريع في تهويد وتمرير الاهداف التوسعية والغاء الصبغة الفلسطينية العربية عن مدينة القدس جراء الغضب الذي عبر عنه المقدسيون من خلال مقاومتهم لاجراءات الاحتلال وهو ما يؤكد على رفضهم لها وتمسكهم بقدس فلسطينية عربية ليست جزءا من الاحتلال الاسرائيلي.
واكد الحسيني ان اسرائيل ستبقى تتصرف كدولة فوق القانون ما لم تواجه برادع ما يدعو اكثر من اي وقت مضى الاسرة الدولية الى ممارسة دورها في تجسيد مبادئها بالحرية والعدالة واحقاق الحقوق المشروعة والزام سلطات الاحتلال بوقف اجراءاتها التعسفية بحق ابناء الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقهم المشروعة التي اقرتها الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الابدية القدس الشرقية ، داعيا دول العالم الى الاقتداء بمملكة السويد في اعترافها بدولة فلسطين.
ودعا رئيس الحكومة الاسرائيلية الى ادراك حقيقة الوجود الازلي الفلسطيني العربي الاسلامي المسيحي في هذه الارض المقدسة وتدوين اسمه في صفحات التاريخ بانهاء احتلاله لاراضي دولة فلسطين المحتلة والعودة الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 والعمل على توفير الامن والامان لابناء شعبه وعدم قيادتهم نحو المجهول الذي لا يحمد عقباه.