
القدس / تأكيدا على الهوية الوطنية الفلسطينية وتجسيدا للحمة الوطنية وحفاظا على النسيج الاجتماعي في مدينة القدس ، بادر وفد كنسي رفيع ترأسه رؤساء الطوائف المسيحية بالمدينة المقدسة الى زيارة المسجد الاقصى المبارك والتقاء المسؤولين فيه للتعبير عن استنكارهم ورفضهم للانتهاكات الاسرائيلية والاعتداءات المتكررة على حرية العبادات .
وثمن وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني لدى استقباله برفقة اعضاء مجلس الاوقاف الاعلى في القدس ، الوفد المسيحي في الحرم القدسي الشريف صباح امس الاثنين وباسم أهالي مدينة القدس ، هذه اللفتة التي تاتي وسط ظروف صعبة يعيشها المسجد الاقصى ومدينة القدس على وجه العموم وتأكيدا على الحضارة المشتركة والعلاقة المتجذرة في مدينة السلام والتي يغيب عنها السلام المنشود في ظل اجراءات تعسفية يفتعلها محتل يلهث وراء تفجير العنف بالمنطقة واشعال حرب دينية في اساسها سياسي موضحا ان الامر وصل الى مرحلة في غاية الخطورة من الهستيريا الاسرائيلية والامعان باجراءات تعسقية منافية لكافة الشرائع السماوية والقوانين والاعراف الدولية ومبادىء حقوق الانسان والحريات .
واكد الحسيني على وحدة المصير داعيا رجال الدين المسيحي في فلسطين الى استخدام نفوذهم لدى الرأي العام العالمي خاصة في اوروبا والولايات المتحدة وارجاء العالم وشن حملة لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحيه من اجل نيل حريته واستقلاله واقامة دولته وعاصمتها الابدية مدينة القدس وتجسيد السلام في ارض السلام الذي تسعى اليه القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ، وقضى من اجله الرئيس القائد المؤسس الراحل ياسر عرفات والذي نعيش أجواء ذكرى استشهاده العاشرة ، مؤكدا على الاصرار على تنفيذ وصيته بنقل جثمانه الطاهر الى اكثر الاماكن التي احبها واستشهد من اجلها وهو المسجد الاقصى المبارك .
بدوره استعرض الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الاعلى الانتهاكات السافرة التي يتعرض لها المسجد الاقصى المبارك وحرمان المصلين من الوصول اليه والتعدي السافر على حرية العبادات ، الامر الذي يتطلب تدخلا عاجلا لردع سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن انتهاكاتها والتي تعدت الخطوط الحمراء .
واعتبر الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس زيارة رؤساء الطوائف المسيحية للمسجد الاقصى المبارك بالتاريخية ونابعة من العلاقة الاخوية التي يعيشها ابناء المدينة المقدسة موضحا ان الاحتلال في ممارساته لا يفرق بين مسيحي او مسلم ويستهدف الجميع على حد سواء من اجل تفريغ القدس من اهلها المرابطين ويسرع من وتيرة تهويده لها معتقدا ان المقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك لقمة سائغة .
فيما أكد غبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك اللاتين ان الحفاظ على الهوية الوطنية هو ذاته الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، معبرا عن سخطه ورفضه لاعتراض رجال الامن الاسرائيليين المرابطين على ابواب المسجد الاقصى المبارك للزيارة التضامنية المسيحية لاخوانهم المسلمين ، ومعتبرا ذلك رسالة مع اقتراب حلول اعياد الميلاد المجيدة والتي بالاصل هي اعياد سلام ما يؤكد على غياب العدالة والسلام في هذه الارض المقدسة .
بينما اعتبر المطران منيب يونان نيابة عن الاتحاد اللوثري العالمي ان مسيحيي فلسطين جزء لا يتجزأ من ابناء الشعب الفلسطيني ، موضحا ان الاعتداء على المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية يعتبر اعتداءا على المقدسات المسيحية ، وهذا مؤشر لبداية حرب دينية ومحاولة لتغيير " الستاتيكو" المعمول به منذ العهدة العمرية ، مؤكدا على مواصلة النضال موحدين للدفاع عن الحرية وفي مقدمتها حرية العبادات من اجل مدينة القدس .. مدينة السلام .
وأعلن الاب عيسى مصلح الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية في القدس عن رفض كنيسته لاي تغيير في وضع المسجد الاقصى المبارك او محاولات تقسيمه زمانيا او مكانيا ، موضحا انه مكان عبادة للمسلمين وحدهم ، ومؤكدا ان كنيسته لا تكف عن دعوة العالم خاصة انصار السلام والمحبة لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني مسيحييه ومسلميه وضرورة توفير الحماية المطلوبة للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين.