
حذّرت محافظة القدس من الاقتحام السافر الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، لمخيم قلنديا شمال العاصمة المحتلة، والذي تخلله إغلاق مداخل المخيم بالكامل، وتعطيل الحركة المرورية على الشارع الرئيسي والحيوي الواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، واعتبرتها خطوة تندرج في سياق جريمة استهداف المخيمات واللاجئين من شعبنا على طول الأراضي الفلسطينية.
وقالت محافظة القدس في بيانها: " قامت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال، وتحت حماية القوات العسكرية، بترقيم الأزقة والشوارع داخل المخيم، وأخذ قياسات هندسية للشوارع الداخلية، في خطوة مريبة تثير القلق بشأن نوايا الاحتلال وتهيئة الأرضية لمخططات قد تطال هوية ومكانة المخيم في إطار سياسات التهجير والتصفية المستمرة ".
وحذرت محافظة القدس من أن هذه التحركات قد تكون مقدمة لارتكاب حماقة جديدة في مخيم قلنديا، على غرار ما شهدته مخيمات شمال الضفة الغربية من عمليات اقتحام مدمرة وتطهير ممنهج، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات والمؤسسات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان للوقوف عند مسؤولياتها بالتحرك الفوري والعاجل لوقف الانتهاكات والفظائع والجرائم التي ترتكب بحق شعبنا على كافة الصعد، وحماية اللاجئين الفلسطينيين والحقوق الثابتة ذات الصلة التي نصت عليها وأقرتها قرارات الأمم المتحدة.
وأشارت المحافظة في بيانها إلى أن مخيم قلنديا تأسس عام 1949، على مساحة تبلغ حوالي 353 دونماً، ويقع إلى الشمال من مدينة القدس المحتلة بين مدينتي رام الله والقدس، ويُعتبر من المخيمات الكبرى في الضفة الغربية، إذ يبلغ عدد سكان المخيم اليوم ما يزيد عن 11 ألف لاجئ فلسطيني، يعيشون في ظروف إنسانية صعبة نتيجة سياسات الاحتلال المستمرة بالحصار والتضييق، والحرمان من الحقوق الأساسية.
واختتمت المحافظة بيانها بالقول: " إننا إذ نضع العالم أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية، ونؤكد على أن ما يجري على الساحة الفلسطينية من عدوان آثم يطال الإنسان والأرض والمقدسات ويجهز على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، لن يتوقف ما دام المجتمع الدولي يتعاطى مع هذه الجرائم بهذه الصورة، التي أكد الاحتلال وعلى لسان قياداته لأكثر من مرة أن لا أحد يستطيع محاسبة أو معاقبة إسرائيل على هذه الفظائع.