القدس / البيرة / من فراس حمد / أحيت جمعية أبناء لفتا مساء امسالاول الاثنين في مقرها بمدينة البيرة الذكرى ال " 67 " للمجزرة التي ارتكبتها عصابات الهاجاناه والشتيرن الصهيونية في الثامن والعشرين من العام 1947 أثر صدور القرار الدولي بتقسيم فلسطين بين العرب سكان البلاد الاصليين واليهود في حينه ، وراح ضخيتها خمسة شهداء وثلاثة جرحى .
وتعد مجزرة لفتا من أوائل المجازر التي ترتكبها العصابات الصهيونية في مدينة القدس على حد قول رئيس الجمعية المربي ضياء معلا ، موضحا انه واثر هذه الجريمة ساد السخط والغليان اوساط الشعب الفلسطيني وقيادته وقامت بعد ذلك قوات من الجهاد المقدس بالرد وايقاع الخسائر البشرية والمادية في صفوف الطرف الاخر .
واعتبر معلا المجزرة وما سبقها وما تلاها من مجازر قد حققت هدفها الذي لا بد ان يتبدد يوما ما بتفريغ السكان العرب من قراهم وبلداتهم بعد بث الرعب والخوف في صفوفهم تمهيدا لقيام الكيان الاسرائيلي على الاراضي العربية ، ومنذ ذلك الوقت وجرائم الاحتلال بحق ابناء شعبنا مستمرة ويسيل الدم الطاهر على التراب المقدس وتبقى قوافل الشهداء والجرحى تتعانق لتنير طريق العودة والحرية والاستقلال وتحرير كل ذرة من تراب وطننا ، مؤكدا ان بلدة لفتا واهلها وجمعيتها ستبقى على عهد الشهداء والجرحى والاسرى وستبقى شوكة في حلق المعتدين.
ونقلت الدكتورة ليلى غنام محافظ محافظة رام الله والبيرة والقضاء تحيات الرئيس محمود عباس وتاكيده على عدم التفريط بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة الى الديار التي هجر أهلها عنها عنوة .
واثنت على الدور الطليعي لجمعية لفتا في الحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري للبلدة المتميزة بعراقتها وعراقة اهلها ، مستذكرة الشهداء والجرحى والاسرى مؤكدة المضي قدما على خطاهم الى ان تتحقق الاماني والاحلام التي يصبو اليها كل فلسطيني اينما تواجد .
بدوره أكد عمر عساف رئيس تجمع المدن والقرى الفلسطينية المهجرة على حق العودة ، داعيا الى تكثيف الجهود في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية وكافة الاطياف الفلسطينية الى نبذ الخلافات والتوحد واتمام المصالحة الوطنية .
من جانبه استعرض الباحث الميداني يعقوب عودة جانب مما قام به اهالي بلدة لفتا للتأكيد عل تمسكهم بحق العودة اليها حيث جرى تسجيل وتوثيق الموروث المعماري وتدوين التاريخ الشفوي لاهالي البلدة وتسجيل اكثر من 35 حالة من الاجداد والاباء والامهات .
واشار عودة الى ان قرية لفتا من بين نحو 165 قرية فلسطينية هجر اهلها عنها وناضلت كما كانت جميع القرى في القدس وفلسطين تناضل وشارك اهلها بمختلف الثورات الفلسطينية ضد الهجرة اليهودية والعصابات الصهيونية في حينه والتي كانت قد خططت منذ البدايات ومن اجل السيطرة على مدينة القدس تفريغ البوابة الغربية من العرب فكانت المجازر ومنها مجزرة لفتا واستهداف مقهى صالح عيسى التي كانت مقرا لتجمع الكبار واتخاذ القرارت الا ان شح السلاح مقابل ما كان متوفرا بيد اليهود وما جرى من مجازر كمجزرة دير ياسين دبت الرعب في نفوس الاهالي ما اضطرهم الى الهجرة وترك اراضيهم عنوة على امل العودة والتي لا محالة ستتحقق يوما ما .
فيما اعتبر جمال شلطف نائب رئيس بلدية البيرة مجزرة لفتا حدثا فاصلا واصاب العديد من القرى والبلدات الفلسطينية مؤكدا انها ستبقى في الوجدان تتوارثه الاجيال تلو الاجيال حتى ينتصر الحق وتتحرر فلسطين ويعود المهجرين الى ديارهم المسلوبة ، مشيدا بالدور الذي تقوم به جمعية لفتا في تعزيز قضية العودة ونقلها الى المحافل الدولية المختلفة .
واشار الدكتور جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في كلمته الى قصة القرى والبلدات الفلسطينية منذ بدء المؤامرة على فلسطين اوائل القرن الماضي وحتى يومنا هذا مع الاحتلال الذي لم يكف عن ارتكاب الجرائم بحق ابناء الشعب الفلسطيني وملاحقته في الشتات في محاولة بائسة لاجتثاثه من جذوره فأتت الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الاول من كانون الثاني 1965 لتجسيد الحق المسلوب .
واكد انه وبالرغم من تلك المجازر المستمرة الا ان شعبنا الفلسطيني ما زال جاثما على ارضه يصارع ويناضل بشتى الوسائل المتاحة لانتزاع حقوقه المشروعة وهناك الان اكثر من 6 مليون فلسطيني صامدون على الارض المحتلة غير هؤلاء الذين يعيشون في الشتات ، وبالرغم من طول عمر هذا الاحتلال الا ان النضال الوطني بدأ يؤتي ثماره واخذت المحافل الدولية تتعاطى مع الحقوق الفلسطينية المشروعة وارتفعت الاصوات التي تنادي بضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها الابدية القدس وعودة المهجرين الى ديارهم وهو ما يؤرق الاحتلال وحلفاءه ويدفعه الى مواصلة ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني على غرار ما جرى في غزة أخيرا والاضطهاد الذي يمارس بحق ابناء العاصمة المحتلة من قطعان المستوطنين واستهداف الاماكن المقدسة وخاصة المسجد الاقصى المبارك . وقال:" ان احياء ذكرى شهدائنا ما هو الا رسالة للاجيال المتعاقبة لابقاء الراية مرفوعة حتى تتحقق الحقوق الوطنية المشروعة ".
واختتم الحفل الذي كان قد افتتح بآيات من الذكر الحكيم والسلام الوطني الفلسطيني ووقفة اجلال وتخليد لروح الشهيد الوزير زياد ابو عين وشهداء فلسطين عامة،ووقف على عرافته عضو الهيئة الادارية لجميعة لفتا عقبة سلامة وحضره لفيف من الشخصيات الاعتبارية والرسمية والشعبية ،اختتم بقصيدة للشاعرة الفلسطينية رانيا حاتم وصفت من خلالها المعاناة الفلسطينية خاصة الغربة والهجرة القسرية .