في الحادي والعشرين من آب، يستحضر شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية ذكرى الجريمة النكراء المتمثلة في إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969، على يد المستوطنين وبحماية سلطات الاحتلال، فهذه الذكرى ليست حدثاً عابراً في سجل الاعتداءات، بل جرس إنذار متجدد يذكّر العالم بما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس من استهداف ممنهج يطال الأرض والهوية والمقدسات.
محافظة القدس اكدت في بيان لها وهي تتابع بقلق بالغ تسارع المخططات الاستيطانية والاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى، أن الاحتلال لم يتوقف منذ ذلك الحين عن محاولاته للسيطرة الكاملة على الحرم القدسي الشريف، عبر فرض التقسيم الزماني والمكاني، وتشديد حصار المدينة، واستهداف المرابطين والمرابطات، وصولاً إلى تهويد الطابع التاريخي والحضاري للقدس.
وأضافت المحافظة: " إن ما يجري اليوم من مخططات لعزل القدس عن محيطها العربي والإسلامي، ومنع تواصلها الطبيعي مع الضفة الغربية، يشكّل محاولة خطيرة لإنهاء حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، غير أن كل هذه المحاولات ستفشل، كما فشلت عبر التاريخ، أمام إرادة شعبنا وصموده الأسطوري، وأمام تمسكه بحقه الثابت في أرضه ومقدساته".
وأكدت محافظة القدس على أن أي محاولة إسرائيلية لفرض سيادة على المسجد الأقصى، أو فصل القدس عن محيطها العربي، إنما هي إعلان حرب مفتوحة على الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتحدٍ صارخ للإرادة الدولية ولقرارات الشرعية الأممية، وإن استمرار هذه السياسات لن يجلب للاحتلال سوى المزيد من العزلة والمواجهة، ولن يفلح في طمس هوية القدس العربية والإسلامية.
ودعت محافظة القدس المجتمع الدولي، والأمتين العربية والإسلامية، إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في حماية المسجد الأقصى المبارك، والوقوف أمام ما يتعرض له من مخاطر وجودية، كما أكدت أن القدس ستبقى عصيّة على التهويد، وأن شعبنا الفلسطيني ماضٍ في نضاله المشروع حتى نيل حريته واستقلاله، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.