أريحا – انطلقت ظهر أمس، الاحتفالية السنوية لموسم النبي موسى، في مقامه جنوب مدينة أريحا، على الطريق الواصلة إلى القدس.
وشارك في الاحتفال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، ووزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني، ووزير الأوقاف يوسف دعيبس، والسفير التركي مصطفى سارنيج ومراد السوداني الأمين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين.
وقال الفتياني إن هذا المقام كان عنوان العزة والكرامة والقوة، ونحن لن تكل عزائمنا، ولن تمل، وباقون على هذه الأرض وإرادتنا راسخة في قلوبنا وعقولنا بأن الأرض لنا وفلسطين، ستبقى عنواناً للتسامح والمحبة والتحدي والكرامة الوطنية.
ونوه الفتياني بدور تركيا ومؤسسة التعاون التركية (تيكا) فيما يتعلق بتقديم الدعم والمساهمة بدعم مشاريع بفلسطين والأغوار وتأهيل بعض المواقع الأثرية والدينية.
من جانبه، أكد وزير الأوقاف على مكانة هذا المقام وعلى الجهد الرسمي المبذول من أجل الحفاظ عليه وتطويره وأهمية المواسم الدينية لما تشكله من مناسبات للحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي للشعب العربي الفلسطيني وتعكس مدى ارتباط شعبنا بأرضه.
واستعرض منع الاحتفال بفعاليته في هذا المكان منذ احتلال عام 1967م إلى أن عادت هذه الاحتفالات في زمن الشهيد ياسر عرفات عام 1997.
إلى ذلك ثمن ادعيس دور كافة القائمين على إحياء فعاليات موسم النبي موسى ووجه تحية للفرق الكشفية والجنود المجهولين الذين قاموا بإحياء الاحتفال.
بدوره، شدّد المحافظ الحسيني على أهمية تماسك الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بأرضه، مشيراً على المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية في ظل ما تشهده عموم فلسطين وبخاصة القدس من استيطان وإجراءات تهويدية.
أما السوداني، فأكد على أهمية هذه المناسبة التاريخية والسياسية المرتبطة بالأساس بالدفاع عن القدس للوقوف في وجه سياسة الاحتلال ومناهضة جميع مخططاته الهادفة إلى بسط السيطرة على المقدسات والأماكن الدينية والتراثية وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وأم آلاف المواطنين مقام النبي موسى للمشاركة في الموسم، الذي تضمن مشاركات من فرق دينية وطرق صوفية، وفرق ومجموعات كشفية وبيارق من القدس الشريف والمحافظات الأخرى، كما نظمت معارض فسيفساء وصور وروسومات، وأقيمت صلاة وخطبة الجمعة في المقام.
ويقع مقام النبي موسى، الذي أوجده صلاح الدين الأيوبي وأنشأ عليه الظاهر بيبرس سنة 668هـ/ 1269م البناء، إلى الجنوب من اريحا بـ 8كم، ويبعد عن القدس 28كم باتجاه الشرق، ويعتبر من أهم مقامات فلسطين، بسبب ضخامة أبنيته وتاريخه القديم، وشهرته الواسعة، وهو بناء ضخم من طابقين تعلوه قباب على النمط المملوكي، كما يحيط به سور له خمسة ابواب كلها مغلقة باستثناء الباب الغربي، وتبلغ مساحة مسطح المقام داخل الأسوار اربعة دونمات ونصف الدونم.
ويتوسط المقام فناء مكشوف مكون من ساحات ثلاث، تبلغ مساحة أكبرها 330متراً مربعاً، وتوجد في وسطها بئر عميقة لجمع المياه، ولها بابان.
ويحيط عدد كبير من الغرف بالساحات ويبلغ عددها حوالي 120 غرفة، إلى جانب مسجد صغير مساحته 250 متراً مربعاًن تقابله مئذنة قصيرة من الشمال، والمسجد مقسوم إلى قسمين يفصل بينهما جدار عريض فيه شباك مفتوح، القسم الشرقي للرجال والغربي للنساء، ويضم مسجد الرجال محراباً ومنبراً، وعلى يمين مدخله الرئيس مباشرة باب يقود إلى غرفة صغيرة تعلوها قبة في وسطها قبر مغطى بالقماش الأخضر.
وتوجد في الجهة الشمالية الشرقية خارج السور مقبرة، وبجوار المقام إلى الجنوب الشرقي يقع مقام صغير هو مقام الست عائشة، وإلى الجنوب الغربي يقع مقام الراعي.