دولة فلسطين
محافظة القدس

تقرير جرائم الاحتلال في محافظة القدس خلال النصف الأول من العام 2023
9 شهداء من بينهم طفلان و(1800) حالة اعتقال و(181) عملية هدم و(26,276)
مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المُبارك .. وسرقة ونهب لأموال ومقتنيات الأسرى وأهاليهم خلال النصف الأول من العام 2023

 

أصدرت وحدة العلاقات العامة في محافظة القدس تقريرها حول جرائم وانتهاكات الاحتلال خلال النصف الأول من العام الجاري 2023، في العاصمة المحتلة جاء فيه :

تستمر الهجمات المسعورة من سلطات الاحتلال ومستوطنيه، في ظل حكومة الاحتلال اليمينية التي تنفذ برنامجًا متطرفًا فاشيًا يهدف إلى الضم والتهجير والتهويد ومصادرة الأراضي وتعميق الاستيطان والفصل العنصري والعدوان العسكري والمساس بالمقدسات وخاصة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، الأمر الذي ينعكس على جميع مناحي حياة المواطن الفلسطيني في واقع تصعيد الجرائم بحقه، والهادف إلى زعزعة إرادته وتقويض وجوده وخاصة في العاصمة المحتلة.

الشهداء وملف الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال

ارتقى خلال النصف الأول من العام 2023، (9) شهداء في محافظة القدس من بينهم طفلان، حيث أعدمت قوات الاحتلال كلًا من: الشاب (سمير أصلان،41 عامًا) أب لـ8 أبناء، والفتى (محمد علي ،17 عامًا) والشاب (يوسف محيسن، 22عامًا) والفتى (وديع أبو رموز، 16 عامًا) والشاب (خيري علقم، 21 عامًا) والشاب (حسين قراقع، 32 عامًا) أب لـ3 أبناء، والشاب (محمد العصيبي، 26 عامًا)، والشاب (حاتم أبو نجمة،39 عامًا) والشاب (إسحق العجلوني، 18 عامًا).

ملف الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال

سلّم الاحتلال خلال النصف الأول من العام 2023 جثامين ستة شهداء، وهم: (الشهيد حاتم أبو نجمة، والشهيد وديع أبو رموز، والشهيد محمد أبو جمعة، والشهيد أشرف هلسة، والشهيد محمد علي محمد علي، والشهيد محمد أبو كافية)، فيما واصل احتجاز جثامين 3 شهداء خلال هذه الفترة وهم (إسحق العجلوني، خيري علقم، حسين قراقع).

وما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 23 شهيدًا مقدسيًا في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام.

استهداف شخصيات وطنية ودينية مقدسية

في ظل حكومة اليمين المتطرفة التي يقودها قطعان المستوطنين تواصل سلطات الاحتلال محاولاتها في فرض السيادة على القدس ومقدساتها بهدف فرض واقع جديد، وتستمر في سياستها العنصرية بحق الرموز الوطنية المقدسية وعلى رأسهم محافظ القدس عدنان غيث، الذي يخضع لقرار بالحبس المنزلي المفتوح في منزله منذ الرابع من آب لعام 2022 دون تحديد فترة زمنية للقرار، وخلال النصف الأول من العام كثفت سلطات الاحتلال مداهماتها لمنزل المحافظ غيث الكائن في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وفي مساء 30 أيار جددت سلطات الاحتلال قرار منع غيث من دخول أراضي الضفة الغربية. وصدر القرار بعد استدعاء مخابرات الاحتلال للمحافظ غيث للتحقيق في مركز التوقيف المعروف بـ"المسكوبية" في القدس المحتلة.

وخلال النصف الأول من العام 2023 واصل الاحتلال أيضًا استهداف الرموز الدينية في القدس فاستدعى الاحتلال خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري للتحقيق وأفرج عنه ضمن شروط من بينها ضرورة التزام الشيخ بالحضور إلى أي تحقيق يتم استدعاؤه عليه، ومنعه من التواصل مع ثلاث قنوات إعلامية، هي: المنار، والأقصى والميادين.

وخلال أيار اعتدى نشطاء من اللوبي الصهيوني على المحامي المقدسي المبعد إلى فرنسا صلاح الحموري خلال مؤتمرين حول النكبة والأسرى في تولوز وباريس.

 

وجدد الاحتلال في شهر كانون الثاني قرار عسكري يقضي بمنع دخول مدن الضفة الغربية لأمين سر حركة "فتح" في القدس شادي مطور بحجة "المشاركة بفعاليات ونشاطات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، ويذكر أن مطور يتعرض لسلسلة من الممارسات الاحتلالية بحقه وبحق عائلته منها سحب الإقامة "لم الشمل العائلي" من زوجته، وإلغاء ما يعرف بالتأمين الوطني.

ومن بين الشخصيات المقدسية التي تتعرض للممارسات الاحتلالية رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، إذ جدد الاحتلال  قرار منعه من السفر وقرار الإقامة الجبرية.

وفي الثامن من شهر شباط الماضي قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إبعاد الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام أوقاف القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر.

كما سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في كانون ثاني من العام 2023، الأسير المحرر ناصر أبو خضير، من بلدة شعفاط شمال القدس المحتلة، قرارا بتجديد تقييد عمله ونشاطاته داخل مدينة القدس المحتلة، إضافة لمنعه من التواصل مع عدد من الشخصيات المقدسية، لمدة ستة أشهر أخرى.

كما يشن الاحتلال حملات تحريضية مستمرة بحق الشخصيات البارزة في القدس، منها الأستاذ المحامي مدحت ديبا المختص في قضايا محاربة تسريب الأراضي، إذ رفعت ضده قضية لدى ما يعرف بنقابة المحامين للسعي لتجريمه والتهديد بسحب مزاولة المهنة الخاصة به.

جرائم المستوطنين

تأتي اعتداءات المستوطنين في إطار القتل العمد كقتل أحد المستوطنين المسلحين للشهيد حاتم أبو نجمة، واستهداف الأطفال بحوادث إطلاق رصاص ودهس مقصودة كاستهداف الطفل خضر غراب (14 عامًا) والطفل كرم النتشة ودهس مستوطن للطفل محمد الجهالين (8 أعوام)، بالإضافة إلى التحريض والاقتحامات والاعتداءات الهمجية على المواطنين، وخلال النصف الأول من العام الجاري، رصدت محافظة القدس نحو (128) اعتداء للمستوطنين من بينها (29) اعتداءات بالإيذاء الجسدي.

وخلال شهر أيار اقتحمت مسيرة الكراهية " الأعلام" منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، كما وشهد النصف الأول من العام 2023، استمرار الاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية من خلال انتهاك حرمتها ومحاولة تدمير ممتلكاتها، وبث دعوات تحريضية من قِبل الجماعات الاستيطانية مطالبين باستباحة المسجد الأقصى المبارك، والمطالبة بافتتاح كنيس داخل الأقصى ومحاولات إدخال الأدوات والقرابين الحيوانية في المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، وتقديم مكافآت مالية لمن يدخل القرابين ويذبحها بالمسجد الأقصى خلال عيد "الفصح" العبري.

وتتراوح اعتداءات المستوطنين بين ارتفاع وانخفاض مقارنة مع السنوات السابقة حيث سجلت اعتداءات المستوطنين خلال النصف الأول من العام 2021، (137) اعتداء منها نحو (88) ايذاء جسديا، وفي النصف الأول من العام 2022، سجلت (261) اعتداء؛ منها (67) اعتداء بالإيذاء الجسدي.

الإصابات المسجلة

رصدت محافظة القدس خلال النصف الأول الإصابات الناتجة عن استعمال الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة. وتم رصد (385) إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، بالإضافة إلى مئات حالات الاختناق بالغاز في العديد من نقاط التماس في العاصمة المحتلة التي تشهد مواجهات شبه يومية.

وبالمقارنة مع العامين الماضيين نلاحظ تفاوت في عدد الإصابات المسجلة، حيث سُجلت خلال النصف الأول من العام 2021، (2500) إصابة، وفي النصف الأول من العام 2022، سجلت (1772) إصابة.

جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى المُبارك

في انتهاك واضح وصريح لقدسيّة المسجد الأقصى المُبارك، تصاعدت اقتحامات المستوطنين خلال النصف الأول من العام 2023، إذ اقتحم (26,276 مستوطنًا) و (482,392) تحت مسمى "سياحة" باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال الامر الواقع الذي فرضه الاحتلال بما يعرف بالفترتين الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها طقوسًا تلمودية من بينها السجود الملحمي وحاولوا إدخال القرابين عدة مرات خلال أيام ما يُسمى بعيد الفصح اليهودي. كان أعلاها في شهر أيار.

واقتحمت شرطة الاحتلال مصليات قبة الصخرة والقبلي والمرواني عدة مرات خلال النصف الأول، ومع بداية شهر رمضان الفضيل الذي صادف 23 آذار أول أيامه، شهد الأقصى تشديدًا تاما في الإجراءات وكثافة انتشار لجنود الاحتلال على أبوابه، بالإضافة إلى استخدام القوة لتفريغ المصليات منً المعتكفين، وتعريض كل من يقاوم همجيتهم وجرائمهم للاعتقال، يتبعه قرارات ظالمة بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

وبمقارنة اقتحامات المستوطنين خلال النصف الأول من العام الجاري مع العامين الماضيين نلاحظ تفاوت في عدد المقتحمين بين ارتفاع وانخفاض، حيث سجل النصف الأول من العام 2021، (14000) مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، في حين سجل (33,351) مستوطنًا اقتحمو المسجد الأقصى خلال النصف الأول من العام 2022.

استهداف مصلى باب الرحمة:

جددت قوات الاحتلال استهدافها لمصلى باب الرحمة خلال شهر نيسان، فتعددت اقتحاماته وشددت إجراءاتها في محيطه، وكانت في 22 نيسان قد قطعت أسلاك الكهرباء عنه، وخربت التمديدات الكهربائية والإضاءة التي بداخله. وفي نهاية شهر حزيران قدّمت شرطة الاحتلال طلبا إلى محكمة الاحتلال لتمديد إغلاق مصلى "باب الرحمة" في المسجد الأقصى بزعم تشكيله نقطة استراتيجية للمرابطين. وتدلل هذه التضييقات في المصلى على استهداف الاحتلال والمستوطنين للمصلى مستقبلًا بزعم علاقته بهيكلهم المزعوم.

 

 

اجتماع تهويدي أسفل المسجد الأقصى:

في 21 أيّار عقدت حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في الأنفاق التي تقع تحت المسجد الأقصى وحائط البراق للمصادقة على مشاريع تهويدية في القدس المحتلة. وصادقت حكومة الاحتلال على إضافة نحو 17 مليون دولار لميزانية حفر الأنفاق تحت حائط البراق والبلدة القديمة من القدس المحتلة.

كما خصصت حكومة الاحتلال أربعة ملايين شيقل لتشجيع اقتحامات حائط البراق والمسجد الأقصى ودعم إحياء "القدس عاصمة دولة الاحتلال" على حد تعبيرهم.

ملف الحفريات أسفل المسجد الأقصى المُبارك ومنع الترميم:

شهد النصف الأول من العام الجاري سقوط حجر في 6 شباط من السطح الخارجي لمصلى قبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى المبارك، وهذا الحجر هو جزء من بلاط خزفي بقياس ( 20* 20 ) سم تقريبا، أُضيف لمسجد قبة الصخرة المشرفة بعد الترميم المصري الأخير. وسقط من الواجهة الغربية أسفل المزراب جهة المضلع على يسار المدخل الغربي الرئيس لمصلى قبة الصخرة. وذلك بالتزامن مع منع الاحتلال لأعمال الترميم. ومع هطول الأمطار في فصل الشتاء تشهد مصليات الأقصى تسرب لمياه الأمطار، ففي الـ 8 من شباط تسربت مياه الأمطار إلى داخل المصلى المرواني عبر ثقوب في سقفه، وذلك بسبب منع الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية من ترميم مصليات الأقصى. ويُذكر أن الاحتلال على مدار السنوات يمنع عمليات الترميم في المسجد الأقصى، بالمقابل يواصل أعمال الحفر في ساحة البراق، وإقامة الأنفاق التهويدية أسفل المسجد.

الجرائم ضد المسيحيين في القدس

تتواصل اعتداءات المستوطنين على المقدسات المسيحية في القدس المحتلة، دون أي تدخل جاد من سلطات الاحتلال واذرعه الامنية لمنع هذه الاعتداءات الأمر الذي يشجعهم على مواصلة اعتداءاتهم بدون رادع أو عقاب، وخلال النصف الأول من العام الجاري جرى رصد عدد من الاعتداءات على أماكن ومقدسات مسيحية؛ ففي الأول من كانون الثاني تعرضت المقبرة التاريخية البروتستانتية في جبل صهيون بالقدس المحتلة، إلى تدنيس وحشي لأكثر من ثلاثين قبرا نفذه مستوطنون، إذ حُطّمت عدة صلبان فيما تعرضت شواهد قبور مسيحية للانتزاع والتحطيم. وفي الـ 4 كانون الثاني اعتدى مستوطنون متطرفون على مقبرة تابعة للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس، ودنسوا حرمة القبور، وكسروا الصلبان. وفي الـ  12 كانون الثاني تعرضت البطركية الأرمنية في مدينة القدس المحتلة لاعتداء عنصري اقترفه المستوطنون المتطرفون على جدرانها، بكتابة عبارات تدعو إلى الانتقام والموت للعرب وللأرمن والمسيحيين.

أما في 2 شباط، اقتحم مستوطن كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة من القدس المحتلة وحاول إضرام النار فيها، وتدمير تمثال للمسيح داخل الكنيسة باستخدام مطرقة، وكعادتها، ادعت شرطة الاحتلال في بيان صحفي لها، ان منفذ الاعتداء على كنيسة "حبس المسيح"، سائح اجنبي وهو "مختل عقليا".

وفي 19 آذار، حاول مستوطنان الاعتداء على كنيسة "قبر العذراء مريم" القريبة من كنيسة الجثمانية في مدينة القدس المحتلة. وحاولا تخريب محتوياتها، والاعتداء على رواد الكنيسة.

وفي 15 نيسان فرضت سلطات الاحتلال، قيودا مشددة على وصول المواطنين المسيحيين إلى كنيسة القيامة بالقدس المحتلة للاحتفال بيوم "سبت النور"، عبر إغلاق عدد من أبواب البلدة القديمة المؤدية للكنيسة، ونصب الحواجز العسكرية في محاولة لمنع وصول المصلين المسيحيين. وكما اشترط الاحتلال للصلاة في كنيسة القيامة الحصول على تصاريح خاصة، بهدف التحكم في الأعداد المسموح لها بالدخول، وتخلل الاحتفال منع قوات الاحتلال لعدد كبير من المحتفلين بـ "سبت النور" من دخول كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من القدس المحتلة، كما واعتدت عليهم بشكل همجي ووحشي.

حالات الاعتقال

شنت قوات الاحتلال خلال النصف الأول من عام 2023، حملات اعتقال واسعة في صفوف المقدسيين، تحت ذرائع واهية، وتم رصد (1800) حالة اعتقال في كافة مناطق محافظة القدس، من بينهم ما يزيد عن (208) أطفال ونحو (56) سيدات، وكان أعلاها رصدًا في شهر نيسان بواقع 774 حالة اعتقال.

وسجل خلال النصف الأول من العام 2021، (1868) حالة اعتقال من بينها (85) حالة اعتقال لسيدات، و(394) قاصرًا، أما في النصف الأول من العام 2022، سُجل (2176) حالة اعتقال لمواطنين مقدسيين من بينهم (93) سيدة، و(12 طفلًا أقل من جيل المسؤولية) و(378 قاصرًا).

 

 

قرارات محاكم الاحتلال بحق المعتقلين

تفرض محاكم الاحتلال بحق المعتقلين قرارات مجحفة، تعددت بين إصدار أحكام السجن الفعلي، وفرض الحبس المنزلي، بالإضافة إلى قرارات إبعاد وغرامات مالية باهظة، ومنهم من أصدرت محكمة الاحتلال بحقهم قرارات منع سفر، بالإضافة إلى تمديد اعتقال عدد كبير من المعتقلين لأشهر طويلة وربما لسنوات دون توجيه تهم واضحة بحقهم.

1.    أحكام بالسجن الفعلي

رصد التقرير إصدار محاكم الاحتلال العنصرية (192) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (76) حكمًا بالاعتقال الإداري "أي دون تحديد تهمة لهم بشكل واضح"، كان أعلاها في آذار وأيار، بالإضافة لفرض غرامات مالية باهظة جدًا تزيد من معاناة أسرهم.

وسُجل خلال النصف الأول من العام 2021، (64) حكمًا بالسجن الفعلي منها 25 قرارًا بالاعتقال الإداري، كما سُجل خلال النصف الأول من العام 2022، (133) قرارًا بالسجن الفعلي منها 36 قرار اعتقال إداري.

2.    قرارات بالحبس المنزلي

أضحى الحبس المنزلي سيفًا مسلطًا على رقاب المقدسيين، والذي يتمثل بفرض أحكام من قبل محكمة الاحتلال تقضي بمكوث الشخص فترات محددة داخل المنزل بشكل قسري، ما جعل من بيوت المقدسيين سجونًا لهم، فهو يقيد المحكوم وكفلاءه، ويخلق حالة من التوتر الدائم وضغوط من الناحية النفسية والاجتماعية، وجرى رصد (194) قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال خلال النصف الأول من العام الجاري كان أعلاها في شهر نيسان بواقع 57 قرارًا. وتتفاوت مدة القرارات الصادرة ما بين يومين إلى حبس منزلي "مفتوح" أي دون تحديد سقف زمني لانتهاء القرار.

وسُجل خلال النصف الأول من العام 2021، (101) قرارًا بالحبس المنزلي، وخلال النصف الأول من العام 2022، سُجل (109) قرارًا بالحبس المنزلي.

 

 

3.    قرارات الإبعاد

تتخذ سلطات الاحتلال من قرارات الإبعاد التي تصدرها وسيلة لقمع التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة وباب العامود وغيرها من الأحياء المستهدفة، إذ صدر نحو 631 قرارًا بالإبعاد، منها 519 قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى خلال النصف الأول وكان أعلاها تسجيلاً في شهر نيسان بواقع 461 قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى، في محاولة من سلطات الاحتلال لفرض واقعهم على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان وتفريغه من المرابطين.

وخلال النصف الأول من العام 2021، سُجل (365) قرار بالإبعاد منها 256 عن المسجد الأقصى، وخلال النصف الأول من العام 2022، سُجل (711) قرار بالإبعاد نحو نصفها عن المسجد الأقصى.

4.    قرارات منع السفر

يتذرع الاحتلال بأسباب أمنية لمنع الفلسطينيين من السفر وخاصة في القدس المحتلة، وتم رصد إصدار نحو (19) قرارًا بمنع من السفر، أصدرتها سلطات الاحتلال في النصف الأول من العام الجاري فقط، وتتراوح فترة القرارات ما بين شهر إلى 6 أشهر.

جرائم الهدم والتجريف ومصادرة الممتلكات

خلال النصف الأول من العام 2023، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس (181) عملية هدم و(19) عملية تجريف، كان منها (40 عملية هدم ذاتي قسري) و(141 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال).

إذ نفذت آليات وطواقم الاحتلال منذ بداية العام الجاري 141 عملية هدم شملت منازل في أحياء وبلدات سلوان وجبل المكبر وصور باهر وبيت حنينا ومخيم شعفاط، وحي وادي الجوز، بالإضافة إلى منشآت تجارية، والعديد من الأسوار والجدران الاستنادية، بالإضافة لبركسات سكنية وزراعية كانت تأوي سكانها من برد الشتاء وحر الصيف، وغيرها من خزانات مياه، واسطبلات الخيول.

وسُجل خلال النصف الأول من العام 2021، (96) عملية هدم، كما سُجل خلال النصف الأول من العام 2022، (117) و16 عملية تجريف.

وصادرت قوات الاحتلال خلال النصف الأول العديد من أشجار الزيتون والليمون، وقامت بقطع أنابيب المياه في المنطقة الشرقية لأراضي أهالي قرية العيسوية، بالإضافة إلى مصادرة غرف زراعية وأغراض سكنية وكميات كبيرة من الأسلاك الشائكة، وخزانات مياه وبرابيش مياه في منطقة برية السواحرة/ بادية القدس.

 

قرارات الهدم والإخلاء القسري ومصادرة الأراضي

سلمت سلطات الاحتلال خلال النصف الأول من العام 2023 ما يزيد عن 135 إخطار هدم لعدد من المنشآت التجارية والمنازل، في أحياء بلدات الطور، سلوان، والعيسوية، وجبل المكبر، الشيخ جراح، ورفات، والزعيم، وعناتا، وقلنديا، وعدد من التجمعات البدوية منها؛ أبو النوار، والسعيدي، ووادي صعب.     

الإخلاء والتهجير القسري

تصدر تجمع الخان الأحمر البدوي قائمة المناطق التي طالب ما يسمى بوزير الأمن لدى الاحتلال المتطرف "بن غفير" وأعضاء كنيست عن حزب الليكود بهدم منشآتها وتهجير أهلها بشكل نهائي، وفي الـ 11 من آذار قرر رئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو" تأجيل (الإخلاء القسري) تهجير قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة حتى انتهاء شهر رمضان. وخلال نيسان طالبت حكومة الاحتلال في 23 من نيسان بإلغاء الالتماس المقدم للمحكمة العليا التابعة للاحتلال لإخلاء الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.

الاستيلاء على الأراضي

استولت سلطات الاحتلال على مساحات واسعة من الأراضي التي تعود ملكيتها للمقدسيين لصالح المشاريع الاستيطانية التي تهدف بشكل أساسي إلى تفريغ محافظة القدس من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين مكانهم في سياسة تهدف لتغيير الطابع الديمغرافي للمنطقة.

الجرائم بحق الأسرى

أصدر ما يُسمى بـ"وزير الأمن القومي" العنصري المتطرف إيتمار بن غفير سلسلة إجراءات انتقامية تهدف إلى حرمان الأسرى من أبسط الحقوق الأساسية، منها سنّ قانون لإعدام الأسرى الفلسطينيين المدانين بعمليات قتل فيها يهود، وإقرار قانون سحب الجنسية أو الإقامة وترحيل وإبعاد من هم من الأسرى الفلسطينيين أو من حرروا من السجون من سكان الداخل والقدس في حال ثبت تسلمهم أي أموال من السلطة الفلسطينية، وإجراء تنقلات تعسفية للأسرى من سجون إلى أخرى، وإنشاء قسم مخصص لعزل الأسيرات الفلسطينيات.

وعليه شن الاحتلال خلال الفترة المنصرمة حملة ضد الأسرى وذويهم، ففرضت عقوبات مالية بالإضافة إلى الحجز على ممتلكات خاصة لـ "243" أسيراً فلسطينياً، من بينهم نحو "168" أسيراً من القدس المحتلة، وذلك بحجة تلقيهم أموالًا من السلطة الفلسطينية.

الانتهاكات ضد المؤسسات والمعالم المقدسية

في محاولات مستمرة لتقويض الجهود المقدسية داخل العاصمة المحتلة يواصل الاحتلال سياسة إغلاق المؤسسات العاملة فيها وقمع الفعاليات التي تثبت وجود وصمود المقدسي في المدينة المحتلة.

وفي مقدمة هذه الاعتداءات، إصدار ما يُسمى بوزير الأمن القومي المتطرف "بن غفير" في 20 آذار، قرارًا بإغلاق مكتب الشركة التي تقدم خدماتها الإعلامية والإنتاجية للإعلام الرسمي الفلسطيني واستدعاء الطواقم العاملة فيها. بهدف منع التغطية الإعلامية في القدس لنقل معاناة وصمود المقدسيين في وجة آلة الحرب الإسرائيلية.

وخلال النصف الأول من العام 2023، اقتحمت قوات الاحتلال العديد من المؤسسات المقدسية من بينها مستشفيات ومدارس ومؤسسات تعليمية، طالت اقتحامات متكررة خلال شهري كانون الثاني وآذار لمستشفى جمعية المقاصد الخيرية تخلله اقتحام لأقسام داخل المستشفى، وكذلك استهداف مباشر لمقر مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية – بيت المقدس "ميثاق" في بلدة أبو ديس بقنابل الغاز، ما أدى إلى تحطيم زجاج النوافذ، بالإضافة لاقتحام مركز برج اللقلق بالقدس القديمة وتفتيشه، بالإضافة إلى ما ذكر أطلق الاحتلال في نهاية آذار قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين في محيط وداخل ستاد الشهيد فيصل الحسيني ببلدة الرام، خلال مباراة نهائي كأس الشهيد ياسر عرفات لكرة القدم بين مركز بلاطة وجبل المكبر، بحجة تعرضها للرشق بالحجارة، ما أدى لتسجيل عشرات الإصابات بالاختناق.

وفي إطار استهداف المؤسسات التعليمية والطلبة في القدس ما زالت ما تُسمى بـِبلدية الاحتلال تُماطل في ترميم جدار آيل للسقوط في ساحة مدرسة سلوان بالقدس المحتلة، يُذكر أنه تمّ نقل 250 طالباً منها لمدرسة أخرى. وأوقفت ما تسمى بوزارة المعارف التابعة للاحتلال التمويل المادي للمدرسة الإبراهيمية في القدس المحتلة منذ بداية العام الحالي، بحجة منع طواقم تفتيش الوزارة من دخول المدرسة في كانون الأول من العام المنصرم. بالإضافة لاقتحام سلطات الاحتلال في آذار لمدرسة اليتيم العربي في بلدة بيت حنينا تحت ذريعة احصاء عدد الطلاب إلا أنهم قاموا بفحص المناهج الذي يُدرس، وفي السياق ذاته أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز تجاه الطلبة في جامعة القدس أبو ديس بالقدس المحتلة عدة مرات وفي محيط الجامعة، وعرقلت وصول الطلبة إلى مدارسهم عبر فرض تشديدات على حاجز مخيم شعفاط العنصري بالقدس أكثر من مرة، ومنعت حافلات الطلاب من المرور عبر الحاجز ذاته.

أما في سياق قمع الفعاليات وفض التجمعات الوطنية داهمت قوات الاحتلال ديوانية الأربعين في بلدة العيسوية لفض اجتماع لاتحاد اولياء امور الطلاب في مدارس القدس المحتلة بداية كانون الثاني بذريعة أنه ممول من قِبل السلطة الفلسطينية، وكذلك قمع متواصل لمظاهرة حي الشيخ جراح الأسبوعية السلمية المطالبة بوقف سياسة التهجير العنصري.

وفي إطار الاعتداء والتضييق على عمل الطواقم الطبية اعتقلت قوات الاحتلال خلال شهر أيار الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة والتي قامت بتطعيم طلاب المدارس في مدينة القدس المحتلة ومن بينهم:صابرين عياد، وفريال زويد، ومحمود سعد ومحمد داود.

واعتدت قوات الاحتلال على سيارة الاسعاف والمسعفين خلال نقل الشهيد محمد علي للمستشفى.

الاعتداءات على الصحفيين

أما على صعيد الاعتداء على الصحفيين وخلال مسيرة الأعلام اعتدى مستوطنون على الصحفيين بالحجارة أثناء تغطيتهم "المسيرة في القدس المحتلة ما أدى إلى إصابة الصحفي يحيى أبو زنيد. كما ألقى المتطرفون اليهود زجاجات فارغة صوب الطواقم الصحفية في محيط باب العامود بالقدس المحتلة.

ومنعت قوات الاحتلال الصحفيين من حاملين البطاقة الصحفية التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في القدس إضافة للبطاقة الدولية من التواجد في محيط باب العامود لتغطية التهويد المستمر ومسيرة ما يسمى توحيد القدس. واعتدى مستوطنون على الصحفي "أمير بويرات" خلال مسيرة الأعلام بالقدس المحتلة، وقامت احدى المستوطنين بتهديدهم "بالقتل واحدا واحدا" وتلفظت عليهم بالفاظ نابية مقززة حيث رصدت كاميرات الاعلام كل ذلك ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

المشاريع الاستيطانية

تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية خطيرة، وخلال النصف الأول من العام 2023 صادقت حكومة الاحتلال على 23 مشروعًا استيطانيًا من أبرزها:

- كشفت منظمة "عير عميم" الحقوقية عن أن حكومة الاحتلال قد وافقت على بناء مخطط استيطاني جديد، بالقرب من قلنديا، ضمن سلسلة مشاريع الاحتلال التهويدية الأخيرة في القدس والضفة الغربية. وصادقت بلدية الاحتلال، أمس الأحد، مع اللجنة الفرعية للطرق في مجلس التخطيط الأعلى التابع   للإدارة المدنية للاحتلال على مخطط جديد لشق طرق استيطانية بمحيط القدس.

- اعلن الاحتلال عن نيته لبناء 400 وحدة استيطانية جديدة على أراضي بلدة قلنديا، شمالي القدس، ومن ضمن المخطط، صادقت بلدية الاحتلال على مشروع شط طرق استيطانية بالقرب من قلنديا.

- أعلن الاحتلال عن مشروع استيطاني لبناء أكبر حرم جامعي للمستوطنات المتدينات والحريديات والذي سيلتهم أراضٍ من قريتي لفتا ودير ياسين المهجرتين.

- صادقت حكومة الاحتلال على إضافة نحو 17 مليون دولار لميزانية حفر الأنفاق تحت حائط البراق والبلدة القديمة من القدس المحتلة.

- وافقت حكومة الاحتلال على تخصيص 14 مليون شاقل، لإتمام التخطيط وحتى بدء العمل في الطريق المعروف باسم "طريق السيادة"، لتمكين البناء في المشروع الاستيطاني "E1". وبموجب المخطط، سيغلق مدخل العيزرية من اتجاه المدينة وينقل حاجز الزعيم باتجاه "ميشور أدوميم"، ما يفصل "معاليه أدوميم" عن الفضاء الفلسطيني بواسطة جدار الفصل العنصري، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لحاجز الزعيم الموجود حاليًا بين القدس و"معاليه أدوميم.

- أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد يشمل إنشاء مراكز وأبراج تجارية استيطانية، إلى جانب مساحات واسعة من البناء للسكن الاستيطاني والمراكز الترفيهية للمستوطنين، على مساحة تقدر بنحو 1.2 مليون متر مربع، إذ يقع على مدخل غربي القدس، وتحديدًا على أراضي بلدة لفتا المدمرة عام 1948، وسيجري فيه إقامة ما تسمى بالمؤسسات السيادية، وأنفاقًا وسكك حديدية ستمر من تحت الأرض في المنطقة لربطها مباشرة مع تل أبيب، كما ستضم كذلك السفارات والفنادق".

 

للاطلاع على التقرير التفصيلي على جرائم الاحتلال شهر أيار أضغط هنا



Designed and Developed by